تكريس (التنبلة)!

أحد العاملين في الجمعيات الخيرية في منطقة النبك وصف المساعدات الغذائية التي توزع من قبل المنظمات الدولية على عدد لابأس به من المواطنين, بأنها دفعت شريحة واسعة منهم وخاصة الرجال على الاعتماد على هذه المساعدات وبقائهم في منازلهم أمام جوالاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لتمضية الوقت وقتله بينما نساؤهم وأولادهم ينتظرون دورهم أمام أبواب الجمعيات الخيرية لحصولهم على مخصصاتهم من هذه المساعدات، وذهب -حسب رأيه في هذه المنظمات- إلى أنها تلعب عن غير قصدٍ دوراً سيئاً في تكريس العادات التي تشجع على (التنبلة)، ورأى أنه من الأجدى أن تقوم هذه المنظمات بتحويل هذه المساعدات من مساعدات للاستهلاك إلى مساعدات تعلم المحتاجين الإنتاج والنشاط والطرق البديلة للعيش بدلاً من انتظار الحصص الغذائية، وكان الأحرى أن تقوم هذه المنظمات مثلاً بتوزيع ماكينات للخياطة تعلم المرأة على الإنتاج، أو تقوم بتوزيع الحيوانات والدجاج والأدوات الزراعية التي تساعد على الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني, وكذلك تعلم الأسر على إنتاج المأكولات والحلويات والمربيات والكونسروة، وكذلك تشجعها على الإنتاج الفلكلوري والتراثي اللذين يشتهر بهم المجتمع, والأهم من ذلك كله أن تساهم هذه المنظمات بتصدير كل هذه المنتجات إلى الأسواق الدولية, حيث ستلاقي التشجيع والإقبال الكبير وخاصة أن مجتمعنا يتميز بمثل هذه الأعمال والنشاطات ولديه حس تجاري وصناعي وخبرة عالية في هذه المجالات, وهذا ما أثبته السوريون خلال وجود بعضهم في مصر والأردن وفي بعض الدول الأوروبية وأينما حلّوا، ولكن في الوقت نفسه قال: إن هذه المساعدات دعمت إلى حد ما بعض الأسر الفقيرة وأمّنت لها قوت يومها, ولكن هذا لا يكفي على مثل هذه المنظمات التي يجب أن تكون خبيرة في مثل هذه المجالات، وكما يقول المثل الصيني (علمني صيد السمك بدلاً من أن تطعمني إياه) فتحويل شريحة من المجتمع من حال النشاط والإنتاج والإبداع إلى حال من البلادة والتكاسل ليس خياراً صائباً… ودمتم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار