سلوك معظم بطلاته سيدات.. مَنْ الأقدر على كسر الأسعار النساء أم الرجال؟!
تشرين- دينا عبد:
من يقترب من الأسواق، وخاصة المحال النسائية يجد الكثير منهن يتبعن أسلوب المفاصلة في شراء الملابس وغيرها.
فمن الأقدر على المفاصلة وكسر الأسعار المرأة أم الرجل؟ هل كل النساء محترفات في”المفاصلة”؟ وهل لمساومة الباعة فائدة حقيقية يجنيها المواطن أم إن البائع رابح في كل الاحوال؟
السعر الحقيقي
ترى أم مهند (ربة منزل) أن مساومة البائعين ضرورة من أجل الحصول على سعر يقارب السعر الحقيقي، معتبرة أن الكثير من البائعين يقومون بالمغالاة في الأسعار بهدف الحصول على السعر الحقيقي والمربح أيضاً.
أما هناء (موظفة) تعتبر أن عملية المفاصلة شيء أساسي عند شراء أي سلعة، خصوصاً في مواسم الأعياد حيث يرفع التجار سعر السلع أضعاف سعرها الحقيقي وخاصة الملابس بحجة أنها مستوردة، وتشير إلى أن الأسعار التي يضعها التجار هي التي تدفعنا للمفاصلة، فمعظم أسعارهم تكون خيالية ولا يتقبلها العقل، وخاصة عندما يلحظون إعجاب الزبون بالقطعة فيقومون برفع السعر أكثر، لتأكدهم من أنه سيأخذها مهما رفعوه.
خجل
أما زينة (طالبة جامعة) فتخجل من مساومة البائع مع تيقنها من أنه قد غلبها في السعر، فهي ترى أن المفاصلة عادة تتصف بها الكبيرات في السن، وتحتاج الكثير من الخبرة لكي تستطيع أن تحدد السعر الذي عليها أن تعرضه على البائع، لذلك تفضل عدم النقاش في السعر.
الأمهات خبيرات
داليا تعترف: أمي خبيرة في مفاصلة البائعين إلا أنني أشعر بالحرج الشديد عندما تبدأ بمجادلة البائع حتى إنها أحياناً تدخل معه في نقاش عميق من أجل ٥٠٠٠ ليرة، لذلك فأنا أفضل أن أخرج من المحل عندما تبدأ أمي بعملية المفاصلة، خاصة إذا كان المحل يقع في منطقة راقية فعندها أصاب بخجل شديد من موقف أمي.
أما جوليا (موظفة في محل ألبسة) فقد بينت أن البائع هو الرابح في كل الأحوال فلو كان يبيع بخسارة فإنه سيغلق محله.
فيما تفضل (سلوى) أن تشتري احتياجاتها من المحلات التي تفرض سعراً ثابتاً للسلعة، وذلك لأنها لا تحب فكرة المفاصلة التي قد يطول وقتها لأكثر من ساعة، والتي تجعل للسلعة الواحدة أكثر من سعر فبحسب قدرة الزبون على المفاصلة يتحدد سعر السلعة، على عكس المحلات التي تفرض أسعاراً ثابتة للسلع فهي تعتبرها أفضل بالنسبة للبائع والمشتري وأكثر صدقاً من بقية المحلات.
مجادلة مستمرة
أبو عدي (يعمل في محل للألبسة النسائية) يقول: الزبون هو من يجبرنا على رفع الأسعار، وذلك لأنه معتاد على المفاصلة، ولو أعطيناه السعر النهائي من أول كلمة سيبقى يجادل ويفاصل، لذلك كثير منا يرفع السعر حتى يكون هناك مجال للأخذ والرد مع المشتري، ويضيف: النساء هن أكثر من يقمن بعملية المفاصلة، وكثيراً ما يطلبن سعراً أقل من الذي دفعناه نحن ثمناً للسلعة أي (سعرها بالجملة).
أحمد (صاحب محل أحذية)، أبدى استياءه من مفاصلة النساء، حيث يقول: الرجال لديهم القدرة على المفاصلة لكن ليس بمهارة النساء، فالرجال يكتفون بتنزيل مبلغ قليل من سعر الحذاء الواحد، أما النساء فكثير منهن يطلبن أسعاراً منخفضة جداً، فعندما أطلب ٢٥٠ ألفاً ثمن الحذاء تجد الواحدة منهن تخفضه لـ ١٥٠ ألفاً، فبالطبع سأرفض أن أبيع لأنني خاسر بالمطلق.
اهتمامات شخصية
الخبير الاقتصادي فاخر القربي أوضح أنه من المعتاد أن تكون رؤية السعر مختلفة بحسب الاهتمامات الشخصية سواء من قبل الرجل أو المرأة، لكن من الجانب الآخر المرأة تسابق الرجل في نطاق الأسواق والقدرة على خفض الأسعار لأي سلعة كانت، حيث من المعروف أن المرأة لديها ملكات خاصة في سلسلة عمليات خفض الأسعار والمفاصلة، ابتداءً من التفصيل التاريخي للمادة الأساسية للسلعة وتكلفتها ومن ثم طرح سعر لا يوازي رأسمال السلعة نفسها.
فالمرأة دائماً تبحث عن طرق لخفض قيمة السلع بحيث تكون هذه الطرق تناسب طريقة التسويق والبيع والشراء.
لذا فالكثير من أصحاب المحلات أحياناً يلجؤون لتكليف أعمال البيع لديهم للعنصر النسائي لكي يخفف من وطأة خفض الأسعار من جهة ولكي يتخلص من المجادلة والمفاصلة و(وجع الراس) التي قد تصل في بعض الأحيان لأكثر من ساعة.
خبير اقتصادي: المرأة تسابق الرجل في نطاق الأسواق فلديها ملكات خاصة
طبيعة الشخص
خبير التنمية البشرية محمد لبابيدي يرى أن موضوع القدرة على المفاصلة في الأسعار وإجراء المفاوضات لا يتعلق بالجنس القائم بهذه المهمة بل بطبيعته، واعتبار هذا الأمر مهماً أو فيه نوع من إثبات الشخصية أو إنه (شطارة).
وتابع لبابيدي: ممكن أن نرى رجلاً يملك القدرة على المفاصلة بشكل جيد، ويمكن أن نرى امرأة لديها قدرة كبيرة على كسر الأسعار بشكل أكبر من الرجل.
ولكن بطبيعة الحال المرأة لديها من الأسلحة التي ممكن أن تستخدمها أكثر من الرجل في هذا الموضوع، لأنها تعتمد على العواطف ولديها قدرة على التحدث بعدد كبير من الكلمات خلال فترة قصيرة، الأمر الذي يتعب الطرف الآخر (البائع) فيسارع للاستسلام لمطالبها، هذا الأمر مفقود لدى الرجال وبالتالي قدرة المرأة على كسر الأسعار والانتصار في هذه المهمة أكبر من قدرة الرجل، ولكن شريطة أن تتوفر لديها القناعة التامة بأن هذا الأمر يثبت نجاحها في إنجاز هذه المهمة وغيرها.
اختصاصي تنمية بشرية: النساء لديهن قدرة كبيرة على المفاصلة لأنهن يتحدثن بعدد كبير من الكلمات خلال فترة قصيرة
ذكاء اجتماعي
بدورها اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي بينت أن المساومة في كسر السعر تتطلب من الشخص أن يتمتع بذكاء اجتماعي، وطلاقة لفظية، وحسب الدراسات في علم نفس الفروق الفردية فالأنثى تمتلك طلاقة لفظية أكثر من الرجال وذكاء اجتماعياً وعاطفياً، بالتالي تمتلك القدرة على المناقشة والمساومة فتحصل على النتيجة التي تبتغيها.
فالرجل بحسب د. نجاتي لا يساوم ولا يملك القدرة على ذلك إلا في عمله (وأصحاب المكاتب العقارية مثلاً يملكون القدرة على المساومة والمفاصلة والأخذ والرد).
اختصاصية صحة نفسية: الرجل لا يساوم إلا في عمله ولا يملك القدرة على المساومة في الأسواق
وحسب الدراسات النمائية التي تقول: الرجل يتحدث ٧٠٠٠ كلمة في اليوم، بينما المرأة تتحدث ثلاثة أضعافه، أي ٢١٠٠٠ كلمة في اليوم لذلك لديها مساحة أكبر من الرجل، لذلك فإن المرأة لديها إسهاب بالمعلومات والكلمات وهي أبرع بالمفاصلة لأن لديها اهتماماً بتفاصيل المحلات جميعها.
أما تأثيرات المفاصلة على نفسية المرأة: تعطيها إحساساً بأنها أنجزت إنجازاً وبأنها اشترت بضاعة جيدة بأسعار مقبولة.