جنون الأسعار عزز مكانتها ورفع أسهمها.. الأسواق الشعبية ذراع “حقيقية” للتدخل الإيجابي
تشرين – عمار الصبح:
عادت الأسواق الشعبية في محافظة درعا لتحجز مكاناً مهماً بين مطارح التسوق الأقل تكلفة، خصوصاً خلال الفترة الماضية التي شهدت غلياناً في الأسعار، ما جعل من هذه الأسواق مقصداً مناسباً للتسوق نظراً لانخفاض أسعارها النسبي مقارنة مع أسعار المحال والبقاليات، وأيضاً تنوع معروضاتها التي لم تعد مقتصرة على الخضار فقط.
الأسعار هنا أرخص، تقول إحدى السيدات في حديثها لـ”تشرين”، و”خصوصاً للخضار التي تعد السلعة الرئيسة في الأسواق الشعبية المتخصصة أساساً ببيع الخضار والفواكه”، مشيرة إلى أن الأسعار تقل عن تلك الموجودة في محال الخضار بنسبة تتجاوز الـ25%، وهو ما رفع من أسهمها وجعل منها مقصداً للتسوق وخصوصاً من قبل العائلات التي تعمد إلى التسوق الأسبوعي، أي شراء ما تحتاجه لكل أيام الأسبوع دفعة واحدة.
بدوره لفت أحد المتسوقين إلى ما عدّه ميزة إضافية لهذه الأسواق وهي تنوع معروضاتها، إذ لم تعد متخصصة فقط بالخضار والفواكه بل وجدت أصنافٌ أخرى من المستلزمات المنزلية المختلفة كالمواد الغذائية والمنظفات وبسطات الألبسة والأحذية والعصرونية والمكسرات وغيرها الكثير من السلع طريقَها إلى هذه الأسواق، ما وسّع كثيراً من دائرة التسوق لدى مرتادي هذه الأسواق الراغبين باقتناء كل حاجاتهم المنزلية من مكان واحد.
وتنتشر الأسواق الشعبية في العديد من المدن والبلدات في المحافظة، ولعلّ هذا ما شجع على فتح المجال لنشوء المئات من فرص العمل كالباعة وأصحاب البسطات وغيرهم، حيث يرى أحد الباعة أن ما يميز هذه الأسواق توسطها للشوارع الرئيسة في القرى والبلدات ما يسهل الوصول إليها، وأيضاً أسعارها المناسبة التي تقل عن أسعار المحال بـما يقارب الـ30%، كاشفاً أن السر وراء رخص أسعار هذه الأسواق بالمقارنة مع أسعار المحال، هو الاعتماد على مبدأ الربح القليل والبيع الكثير، إضافة إلى أن كثيراً من تجار وباعة الخضار يتسوقون بضاعتهم من حقول الخضار مباشرة ما يوفر عليهم أجور النقل المرتفعة.
وتنقسم الأسواق الشعبية في المحافظة حسب رأي عبد اللطيف الأحمد إلى قسمين، الأول هي الأسواق الرئيسة اليومية وتنتشر في المدن الرئيسة في المحافظة ويعود تاريخ بعضها إلى عشرات السنين، فيما القسم الثاني ينضوي تحت تسمية الأسواق الجوالة التي تعتمد “روزنامة” محددة ومتعارفاً عليها، بحيث تتوزع على المدن والقرى والبلدات على مدار أيام الأسبوع، حيث يكون السوق كل يوم في منطقة.
وأضاف الخبير الاقتصادي “الأحمد” أنّ الأسواق الشعبية حققت العديد من المزايا النسبية ما يجعلها ذراعاً حقيقية للتدخل الإيجابي الذي حققته هذه الأسواق فعلياً، لافتاً إلى أن أهم هذه المزايا هو تمكين الكثير من المنتجين وخصوصاً الزراعيين من عرض سلعهم ومنتجاتهم للمستهلكين من دون المرور بالوسطاء أو التجار، وبأسعار أخفض، وهو ما يجعلها متنفساً لذوي الدخل المحدود، إضافة إلى أنها أسهمت في توفير المئات من فرص العمل المحققة.
وأشار إلى أن هذه الأسواق الشعبية رفعت من أسهم الاستثمارات التجارية القريبة منها، وجذبت إليها الكثير من المحال المتخصصة بكل أوجه النشاط التجاري التي باتت تتنافس فيما بينها لتحظى بفرصة الاقتراب أكثر من هذه الأسواق، داعياً إلى ضرورة التوسع بهذه الأسواق ودعمها وتزويدها المرافق والبنى التحتية المناسبة والاهتمام أكثر بموضوع النظافة.