لا يُغادر حديث الحرب المفتوحة والشاملة ضد لبنان الساحة حتى يعود مجدداً وبقوة، والسؤال الذي يُطرح: هل كيان الاحتلال الإسرائيلي ومتزعمه بنيامين نتنياهو لديه من الإمكانيات القادرة على تحمل تداعيات وتبعات الحرب، ولاسيما بعد سنة من الاستنزاف المتواصل للعدو في غزة وعلى جبهات الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية وعموم محور المقاومة؟.. لماذا يذهب نتنياهو إلى النهاية رغم حجم المآزق الاستراتيجية والاعترافات اليومية من المستويات الأمنية والسياسية بحتمية فشل المواجهة مع حزب الله عند التحول إلى المعركة الكبرى أو الحرب الشاملة والمفتوحة؟.. وإلى أي مدى تستطيع الولايات المتحدة الغارقة بحمى الانتخابات الرئاسية إسناد الكيان أو كفه عن هذه المغامرة؟
لنتفق أولاً أن كلمة السر الخاصة بالعدوان على غزة والحرب المحتملة على لبنان وعموم الأحداث المرتبطة في المنطقة، هي نتائج الانتخابات الأمريكية، وبعدها لا بد من أن تذهب الأمور باتجاه التهدئة أو التصعيد، وبانتظار النتائج، تواصل أمريكا جولاتها المكوكية في المنطقة تحت مزاعم التهدئة، عبر مسؤوليها، ومن المقرر أن يصل عاموس هوكشتين اليوم لمناقشة التوترات مع لبنان، الأمر الذي يُشير إلى تصاعد المخاوف – على نحوٍ خاص الأمريكية – من اتجاه «إسرائيل» الحتمي نحو احتمالات نشوب حرب واسعة، وهذه المخاوف لا تنطلق من عدم رغبة واشنطن بالحرب بقدر ما ترتبط بالفوضى التي تشكلها قبيل الانتخابات.
لازمة الحرب ضرورية لنتنياهو وحاجة مُلحة، ولاسيما أمام جملة المآزق التي يُعانيها الكيان والانقسام الأفقي والعامودي والاجتماعي في «الداخل الإسرائيلي».. وهي لازمة يعمد نتنياهو من خلالها لتصدير صورة «القوة» و«القدرة» على المواجهة، ولاسيما على جبهة الشمال وما ألحقته من أضرار متعددة المستويات على الكيان، وهذه اللازمة لا تعني أن الحرب ستقع بين ليلة وضحاها، بناء على المعطيات المتوفرة، إلا إذا تبدلت المعطيات ذاتها نتيجة طارئٍ ما.
التعويل على الحرب التي يريدها نتنياهو، تكشف حقيقته تصريحات المستويات الأمنية داخل الكيان التي تجمع على عدم القدرة على إلحاق الهزيمة بحزب الله بل على العكس فالهجوم على لبنان يمكن أن يوجه لـ«إسرائيل» ضربة قاتلة ونهائية، كما إن الجيش الإسرائيلي، الذي لم ينجح في تقويض «حماس» بالتأكيد لن ينجح في تقويض حزب الله، الذي تفوق قوته قوة «حماس» مئات المرات، كما تؤكد تلك المستويات.
هبا علي أحمد
325 المشاركات