«أزمة التهجير وتداعياتها» ورشة عمل في كلية التربية بجامعة دمشق
تشرين- منال الشرع:
الأسباب السياسية للتهجير، والآثار الاجتماعية والنفسية والتعليمية للتهجير والصحة النفسية للمهجرين، شكلت أبرز نقاط ورشة العمل التي نظمتها كلية التربية في جامعة دمشق، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية ومؤسسة أرض الشام تحت عنوان: “أزمة التهجير وتداعياتها”، وذلك على مسرح الكلية.
هجرة قسرية
الدكتور محمود علي محمد الأستاذ في قسم علم الاجتماع تناول خلال مشاركته في الورشة الأسباب السياسية للتهجير القسري، بدءاً من النكبة عام 1948 ومن ثم نكسة حزيران عام 1967 واحتلال الجولان السوري، ما أدى إلى تهجير مجموعة من الشعب العربي الفلسطيني والسوري ومن ثم الهجرة التي حصلت خلال الحرب الإرهابية على سورية وما خلفت من آثار كارثية، نتج عنها هجرة قسرية لآلاف السوريين الذين أجبروا على ترك أراضيهم وبلداتهم.
العملية التعليمية
من جانبه، تحدث الدكتور ماهر السالم المحاضر في قسم التربية المقارنة عن آثار التهجير على العملية التعليمية وما نتج عنه من آثار كيفية، تمثلت بتعدد المناهج والمنظومات التعليمية واستحداث التعليم الموجه (الفئة ب) وآثار كمية نجمت عن تسرب الأطفال من المدارس وازدياد حجم الأمية والتفاوت بين الجنسين، إضافة إلى عدم الالتزام بالتقويم الجامعي وتغيير تقويم الامتحانات، بالإضافة إلى جائحة كورونا، حيث كان لهذه العوامل مجتمعة أثر سلبي على العملية التعليمية، ومن ضمنها الجانب التعليمي في المشافي الجامعية والجانب العملي التطبيقي لطلاب الدراسات فيها، إضافة إلى ضغط الخدمات المقدمة، ما أدى إلى ضعف في المخرجات، الأمر الذي تطلب إيجاد حلول لتلافي هذه الآثار من خلال سياسة الحكومة بالتعاون مع المجتمع المدني.
الأفراد وفئات المجتمع
الدكتورة حياة النابلسي من قسم علم النفس تحدثت عن الأسباب والتأثيرات النفسية للتهجير على الأفراد وفئات المجتمع، من بينها الأطفال والمراهقون والنساء وكبار السن والفئات الخاصة الذين لديهم مرض نفسي أو جسدي وأثر التهجير عليهم من الناحية النفسية.
كما تطرقت إلى مستويات الأشخاص الذين تعرضوا للتهجير، مشيرة إلى وجود نسبة كبيرة من المجتمع تحتاج للدعم النفسي الاجتماعي و70% منهم بحاجة إلى ورشات ودورات تدريبية تخصصية، وفئة صغيرة تحتاج إلى تخصص طبي وعلاجي.
حق المرأة
وتناولت الدكتورة عبير سرور الأستاذة في قسم علم الاجتماع الآثار الاجتماعية الناجمة عن عملية التهجير وتأثيرها على المجتمع بكل أطيافه، من خلال ورقة بحثية أجريت بشكل ميداني على الأشخاص المهجرين من كل الشرائح، نتج عنها مجموعة من التوصيات، أهمها تمكين المرأة بكافة المجالات ورفع الوعي الاجتماعي تجاه عمل المرأة ودورها الكبير في إعالة أسرتها أثناء فترة التهجير وما واجهته من رفض وقمع لعملها بعد العودة إلى المناطق المحررة وأهمية رفع الوعي لإيجاد حملات توعية بحق المرأة في العمل والتعليم.
الصحة النفسية
وشاركت الدكتورة صافيناز جاويش من قسم الإرشاد النفسي بمحاضرة عن آثار التهجير القسري على الصحة النفسية للمهجرين، مشيرة إلى أهمية الصحة النفسية للأفراد وكيفية تقديم الخدمات النفسية لشرائح مختلفة من الأشخاص، حيث تكون الحلول بتطبيق نظام الدعم النفسي الاجتماعي الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية.
كما شددت على أهمية خروج الورشة بتوصيات، منها إقامة دورات وورشات تدريبية لتعزيز الصحة النفسية والدعم النفسي، سواء كانت علاجية أو إرشادية على كل المستويات، وخاصة مع وجود مشكلات نفسية تبدأ من التوتر والقلق واضطرابات النوم وأزمة التكيف، وتؤدي إلى مشكلات اضطرابات سلوكية تصل إلى الاكتئاب، وخاصة لدى الأطفال والمراهقين والنساء.
على أساس علمي
مدير مؤسسة أرض الشام باسل دنيا، بيّن أهمية هذه الورشة في تسليط الضوء على الآثار الناجمة عن الهجرة القسرية والضغوطات النفسية والاجتماعية، وما يترتب عنها من حالات مرضية نفسية يتعرض لها السكان المهجرون والأبعاد والآثار الثقافية وتأثيرها على الحالة التعليمية للمهجرين وأبنائهم، والخروج بمخرجات ونتائج علمية أكاديمية ليصار إلى تطبيقها على أرض الواقع ومتابعتها على أساس علمي.
وأكد دنيا حرص مؤسسة أرض الشام على التشاركية مع جميع المؤسسات الحكومية في مختلف المجالات التعليمية والثقافية والفنية، بما يسهم في تنمية المجتمع السوري، لافتاً إلى أنه من خلال التعاون مع كلية التربية في جامعة دمشق والتي تعنى بالأقسام التعليمية والنفسية والاجتماعية، تعزز المؤسسة مكانتها في مجال الصناعة العلمية والأكاديمية للوصول إلى خطط وأهداف عملها في المستقبل.