معاون وزير الكهرباء يطالب بإلزام معامل الإسمنت باستخدام الطاقات المتجددة
نور قاسم
طالَب معاون وزير الكهرباء نضال قرموشة بإلزام معامل الإسمنت باستخدام أنظمة الطاقة المتجددة الشمسية وذلك خلال المؤتمر الرابع لتكنولوجيا صناعة الإسمنت الذي عُقد منذ عدة أيام .
وقال معاون وزير الكهرباء المهندس نضال قرموشة في تصريح خاص لـ”تشرين” : إن صناعة الإسمنت مهددة بالعبء البيئي الإضافي، وفي المستقبل من الممكن فرض غرامات مالية على هذه الصناعة من جراء إنتاجها ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة بحكم طبيعتها، مبيناً أنه ومن هذا المنطلَق على صناعة الإسمنت التخفيف من هذه الأعباء عبر التقليل من استخدام الطاقة ورفع كفاءة استخدامها، ولاسيما مع وجود المكاتب الهندسية التي تُعنَى بخدمات الطاقة، وتالياً يمكن لشركات الإسمنت أن تطلب من هذه المكاتب إجراء الدراسات للتدقيق الطاقي للكهرباء وحوامل الطاقة ضمن هذه المعامل وتقديم مقترحات لتخفيض الاستهلاك.
ليس غرامات وإنما مكافآت!
بينما قال خبير تصنيع الإسمنت المهندس سمير بابات أثناء تصريحه لـ”تشرين ” : إن الغرب يحاول فرض القيود على معامل الإسمنت ولكن ليس بفرض الغرامات وإنما بتقديم المكافآت للمعامل التي تستطيع التخفيف بمقدار كبير من الانبعاثات الغازية على حدِّ تعبيره، ولاسيما أن مصانع الإسمنت من المطلقين الرئيسيين لغاز ثاني أوكسيد الكربون وسبب أساسي للاحتباس الحراري .
مدير معمل إسمنت البادية المهندس علي حيدر في تصريح لـ”تشرين” لفت إلى أن التقليل من الانبعاثات الغازية يكون من خلال الحد من حرق الفيول أكثر من اللازم، و إحكام عملية الانكتامات لمدخل أو مخرج الفرن، وتخفيض المدة الزمنية للتوقفات غير الضرورية، وتحديد توقيت محدَّد للصيانة بإيقاف المصنَع لمدة قد تصل إلى 25 يوماً لإجراء اللازم وضمان التشغيل فيما بعد باستمرار على مدار الساعة من دون أي توقف، مبيناً أن كثرة التوقفات ترافقه إعادة التسخين للوصول إلى درجة معينة كبيرة جداً لإدخال المواد إلى الفرن الذي أصبح بارداً، ما يؤدي إلى استهلاك الطاقة مرة أُخرى وتالياً فالإيقاف والتشغيل المستمران فيهما هدر للطاقة.
لا يمكن إلزام معامل الإسمنت
ولفت حيدر إلى أنه لا يمكن إلزام معامل الإسمنت باستخدام الطاقة الشمسية، وخاصةً في معمل البادية الذي يبعد عن دمشق بمسافة تصل إلى ٩٥ كيلو متراً، وأن المعمل يعتمد على المولدات التي تستخدم الفيول الثقيل، والحاجة الفعلية اليومية بحدود ٣٥ ميغا، مبيناً أن الألواح الشمسية يمكن أن تغطي حاجة المعامل ولكن المشكلة أنها تحتاج مساحات كبيرة جداً، ولاسيما أنه إلى الآن لم تصل استطاعات الألواح الشمسية لأكثر من 600 واط في فترة الذروة، أما الأمر الآخر أن المعمل مستمر في العمل 24 ساعة من دون توقف في خط الإنتاج ، فلا يمكن إيقاف المصنع في الليل بسبب عدم وجود الشمس والاعتماد على البطاريات لأنه أصبحت توجد تكلفة ثانية على اعتبار أن عمرها التشغيلي بين السنتين إلى ثلاث سنوات فقط وحتى الاعتماد على بطاريات الليثيوم التي يمكن استمرارها لمدة خمس سنوات غير مجدٍ اقتصادياً .
تتطلب مساحات كبيرة
ووافقه الرأي خبير الإسمنت سمير بابات، ولفت إلى أن معامل الإسمنت لها خصوصية بأنها تعمل ٢٤ ساعة على مدار السنة وتالياً الألواح الشمسية غير قادرة على تغذية مصنع الإسمنت على مدار اليوم، ففي الليل لا وجود للشمس، وفي فصل الشتاء كثيرة هي الأيام الغائمة ، ناهيك بأن الألواح الشمسية تتطلب مساحات كبيرة جداً لنشرها للحصول على الكفاءة اللازمة منها ومن الممكن أن تكون هذه المساحات ليست في متناوَل المعامل، والأمر الآخر أن الألواح الشمسية تحتاج إلى الغسل لصيانتها شهرياً من خلال (سيستم) أوتوماتيكي، وهذه تكاليف إضافية على معامل الإسمنت وخاصةً أنها انبعاثات غازية وأتربة وملوثات.
مقترحات
وأضاف بابات كمقتَرَح لوزارة الكهرباء أن كل ما يُعنَى بالطاقات المتجددة سواء بالاعتماد على طاقة الشمس أو الريحية يجب أن تكون لمستثمر مهتم بصناعة الكهرباء لتغذية الشبكة الكهربائية والرفع من مستوى الشبكة .
واقترح بابات أيضاً أنه وللتقليل من الانبعاثات الغازية والحد من هدر الطاقة فيجب حالياً ألّا يُعطَى أي ترخيص لأي معمل إسمنت في سورية من دون وجود تقنيات معينة تُسمى “ويست هيت ركفري” مهمتها سحب الغازات الحارة الصادرة من المدخنة وتولد الكهرباء بما يقارب 20 إلى 25٪ من استهلاك المصنع من الطاقة، وفي هذه الحالة يتم توفير كهرباء للمصنع من العوادم وفي الوقت ذاته التقليل من انبعاثات الغاز، مبيناً أن هذه التقنيات لا يمكن توفيرها في معامل الإسمنت الحالية لأنها تدخل فيها أثناء إنشاء المعامل.
الاعتماد على الحجر السجيلي
وفي سياق متصل أشار معاون وزير الكهرباء نضال قرموشة خلال تصريح لـ”تشرين” إلى أنه على معامل الإسمنت الاعتماد على الحجر السجيلي بالحرق المباشر الموجود في معظم المناطق السورية ولاسيما منطقة خناصر ، ووصفها بالثروة الوطنية التي يمكن الاستفادة منها أثناء الحرق المباشر بإنتاج الإسمنت وإنتاج مواد أُخرى أيضاً مثل تصنيع البلوك العازل وبناء الأبنية في المناطق ذات الحرارة المرتفعة كالبادية السورية على سبيل المثال وغيرها من المناطق أيضاً، مبيناً أن الحجر السجيلي هو مادة فيها حرارة و الكيلو غرام يحتوي على ٨٠٠ إلى ٩٠٠ كيلو كالوري، وتالياً يمكن الاستفادة منها بصناعة الإسمنت ومخلفات الحرق وأيضاً استخدامه في تصنيع البلوك العازل وبناء الأبنية في المناطق ذات الحرارة المرتفعة كالبادية السورية على سبيل المثال.