لاشك في أنّ الموجات المتتالية من تطور المعرفة و العلوم التي تجتاح المجتمعات و تنتشر كالنار في الهشيم في ثنايا مؤسساتها بكل أنواعها و أشكالها تخيم على المناخ العام, و تلزم الجميع طوعاً أو اضطراراً إلى تتبع خطواتها الإيجابية و الاستفادة من تقنياتها والعمل ما أمكن تحت عباءتها العلمية الحضارية التي أثبتت يوماً بعد يوم أنه لا مفرَّ من ركوب هذه الموجة, و التحول إلى لغة التقانة المعلوماتية و محورها الأساس التحول الرقمي في جميع أنشطة حياتنا ومؤسساتنا مهما كانت ماهيتها وطبيعة عملها، ولعلّ المؤسسة الرياضية في بلدنا متمثلة بالاتحاد الرياضي وجميع مكوناته ومفاصله وما تقوم به من إجراءات وتدابير في الآونة الأخيرة تصب في تعزيز هذه الرؤية العلمية والحضارية التي تهدف إلى التحول الرقمي في كل ما يتعلق في مسارها نحو التقدم والتطور المبني على المنهج العلمي والتوثيقي, وإدارة الكم الهائل من المعلومات والخطط والبرامج الرياضية وتقديمها بالشكل السلس والواضح من دون أخطاء أو تضارب للاستفادة منها بالوقت المناسب من دون تأخير.
هذه الرؤية والأفكار حول التحول الرقمي وتأثيراته على أعمال الاتحاد الرياضي العام ومؤسساته كانت محور الاجتماع الذي عقده الاتحاد بجميع مكوناته ومفاصله مشكلًا خطوة مفتاحية لهذا التحول الرقمي المنشود وسيبنى عليها الكثير لاحقاً في تطور جميع جوانب العمل والممارسة الرياضية وأتمتتها بالاعتماد على أنظمة وبرامج متخصصة وموثوقة عالمياً وبالتعاون مع الشركات المختصة في مجال التحول الرقمي من خلال المنصة الإلكترونية التي تساعد على تخزين البيانات واسترجاعها والوصول للمعلومات المطلوبة بشكل آني وسريع ، ما يسهم في أخذ القرار الصحيح أو المقترح الأفضل وذلك حسب الموقف….
فهل نحن على موعد قريب للتمتع بمنجزات هذا التحول الرقمي…. وهل إجراءاتنا كافية وبيئتنا مناسبة وكوادرنا حاضرة وجاهزة للإقلاع بهذا المشروع المبشِّر، نتمنى أن تأخذ هذه الخطوة دورها المهم والبنّاء في تعزيز الثقافة الرقمية في هذا القطاع الرياضي كرافعة أساسية في دفع عجلة الرياضة إلى الأمام، وتطوير الحياة الرياضية وأنظمتها ومساراتها في التخطيط والتحليل والتقييم للفعاليات الرياضية القادمة.