شُمُولٌ لِأَدَقِّ التَّفَاصِيلِ
حمل حديث السيد الرئيس بشار الأسد لموقع “آر تي عربي” الروسي الكثير من المعاني والرسائل على الصعد المحلية والدولية، كان حديثاً شاملاً كعادته، موضحاً موقف سورية من القضايا التي تم طرحها في الحوار الذي تطرق إلى موضوعات مختلفة عن الأوضاع وتفاعلاتها، وخاصة تلك التي تشهدها بلادنا في المجالات كافة، تحليل مدروس لمجرى الأنشطة والإستراتيجيات وكيفية إيجاد البدائل لبعض الإشكالات والمعوقات، كل ذلك يوحي إلى ديمومة مسيرة التطور والأخذ بكل نواصيه، تطور مدروس يمضي باتجاه أهداف محددة تأخذ بلادنا إلى آفاق أوسع وأرحب في التقدم والازدهار اللذين نطمح لهما ونتطلع إليهما بكل شغف، كونه سيحدث نقلة نوعية غير مسبوقة، نشهدها واقعاً ملموساً، ومتطلعين إلى المزيد من التحولات الإيجابية غير المسبوقة على الصعد كافة.
فرغم مرارة الأيام، ومدلهمات الأعاصير والحروب والأحداث العاصفة، وبطء عمليات النمو والإنتاجية, وتراجع في بعض المؤشرات الحياتية، تمضي بلادنا نحو تحقيق رؤيتها ببلورة بدائل تخفف من ألم ما أصابها وترنو بكل اقتدار تجاه أهدافها وبخطا ثابتة، قد تكون بطيئة ببعض المراحل والمفاصل، إلا أنها ستحقق المراد.. لأن كل ما تحقق سابقاً وما هو مخطط جاء وفق رؤية حكيمة هدفها رفاه الوطن وعزته ومنعته.
لم يكن الحديث تقليدياً، بل كان منفتحاً وشفافاً على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكان منطقياً، وضع النقاط على الحروف في كثير من القضايا المحلية والإقليمية والدولية، وبيّن موقف سورية الواضح والصريح، وبعث رسائل عدة إلى أماكن مختلفة، تلك الرسائل أوضحت للرأي العام وللعالم -ليس من اليوم بل منذ سنوات- موقف سورية منها ومن علاقتها ببلدنا، وعلى أي أساس يجب أن تكون، وعلى أي أساس يجب أن تمضي.
اليوم ووسط موجة عاتية من التداعيات التي تخلفها الأحداث السياسية، ليس بالمنطقة، بل على مستوى الساحة العالمية, وبعد النقص في السلع الغذائية وارتفاع الأسعار في دول العالم كافة، وبوقت ما زالت الشعوب تئن فيه من وطأة توالي الأزمات وتأثيراتها المدمرة، يظهر عمق الفكر وحسن التوجه لحل مسائل مهمة على الصعيد الاقتصادي وانعكاسها على النمو بالمحصلة، فهي مثل المسائل الحياتية والإنتاجية لم تغب يوماً عن بال القائد، حيث التشخيص الواقعي، وطرح خيار العلاج، فضعف الإنتاج مثلاً سببه الكهرباء، وهذا ما عملت عليه الإدارات، فوسعت دائرة التأهيل والتنفيذ، فدخلت محطات جديدة وستدخل أخرى، ومع نهاية العام الحالي ستنفرج أزمة الكهرباء..
رؤية السيد الرئيس، كما كانت عليه قبل سنوات، تتجسد واقعاً بشأن إعادة صياغة الاقتصاد الوطني على أسس قوية، وتسهيل كل الإجراءات والتشريعات والغوص بكل تفاصيل موانع انطلاق الإنتاجية بصورها الإيجابية، سواء في تعديلات التشريعات والقوانين، وإيجاد مخارج حلول للكهرباء، وتعزيز الإنتاج والعمل، ومكافحة كل ما يسيء ويعرقل سير المشروعات وإنجاز الخطط، من فساد وتسيب وإهمال.. مثل هذه المرتكزات الصلبة، لا شك ستنقله إلى عالم مزدهر ومتقدم، وهذا ما تحقق في سنوات ما قبل الحرب، وسيعود إلى ما كان عليه بعد الانتصار وبدء مرحلة إعادة الإعمار التي انطلقت وتائرها.
التشخيص لواقع الحال، وخاصة لحال الاقتصاد والتحديات والآفاق، يعطي دفعة للحكومة والقطاع الخاص معاً لتعظيم الإيجابيات ونقاط القوة الموجودة عبر تعزيز العمل المؤسسي بالشراكة مع الخاص، والانطلاق نحو برمجة رؤى وإستراتيجيات جديدة..
مدلولات كبيرة تحمل في مضامينها خططاً ورؤى متنوعة، كلها تبعث الأمل والتفاؤل في نفس كل مواطن ومسؤول، بأن الغد سيكون أفضل من اليوم، ويدرك معها الجميع أنها تستشرف المستقبل، وتؤسس لاقتصاد قوي ومستدام، تنعم به الأجيال الحالية والمقبلة على حد سواء.