«حماية المستهلك» لم تشم رائحة ارتفاع أسعارها! فنجان القهوة بـ5000 والكيلو بـ40 ألف ليرة
فقدَ فنجان القهوة الصباحية نكهته المميزة نتيجة ارتفاع أسعار البن ولجوء العديد من أصحاب محال القهوة إلى خلطه بمواد أخرى ما أكسبه مذاقاً غير مستساغ وغير مستحب لدى عشاق القهوة ومدمنيها, وخاصة إذا ما علمنا أن سعر كيلو البن الممتاز وصل إلى ما يزيد على 40 ألف ليرة.
ويشير صاحب محمصة للبن إلى أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق العالمية, وخاصة في الدول المنتجة والمصدرة لمادة البن ما انعكس على سعره في مختلف الدول, ولفت إلى أن سعر كيلو البن الممتاز يصل إلى 40 ألف ليرة, والوسط يتراوح بين 30 و35 ألف ليرة، وهناك أصناف تعدّ رخيصة إلى حد ما قياساً بالارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار البن عموماً التي تراوحت بين 20 و25 ألفاً للكيلو غرام الواحد, وأرخص الأنواع يتراوح سعرها بين 17 و19 ألف ليرة, كما أن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار الهال.
بينما أشار تاجر آخر إلى وجود عوامل أخرى لارتفاع أسعار البن تتعلق بارتفاع تكاليف النقل ومصروفات الاستيراد والجمارك وغيرها، موضحاً أن أسعار البن ارتفعت عالمياً بنسبة 35%، مؤكداً أن الأسعار في السوق المحلية ارتفعت بنسبة 20% فقط مقابل الارتفاعات العالمية, التي كان من المفترض زيادتها، ولفت إلى أن أسعار البن لا يتحكم فيها التجار, ولكن تتحكم فيها البورصة العالمية.
وأشار إلى لجوء الباعة إلى خلط أكثر من نوع، ما يعطي مذاقاً مقبولاً لبعض الأصناف، في حين يقوم آخرون بخلط البن بمواد أخرى مثل القضامة, وأحياناً بذور عباد الشمس والقمح والشعير والنشاء.
أما فكرة تناول فنجان قهوة في أحد المقاهي فبات ضرباً من التبذير, وخاصة أن سعر فنجان القهوة يتراوح بين 2500 و5000 ليرة حسب تصنيف المقاهي سياحياً.
وتشير المواطنة نوال كوكش إلى أن المثل الشعبي المتعلق بالقهوة أنها سوداء وتبيض الوجه، لكنها هذه الأيام أصبحت بيضاء وتسوّد الوجه بسبب خلطها بمواد مختلفة، أما القهوة الجيدة فلا قدرة لنا على شرائها لارتفاع أسعارها.
وفي تصريح لـ«تشرين» أشار مدير حماية المستهلك حسام نصر الله إلى أن أسعار البن في السوق المحلية مستقرة منذ أكثر من شهر, ولم يطرأ عليها أي ارتفاع, ولفت إلى أن دوريات حماية المستهلك تراقب الأسواق وتنظم الضبوط بحق المخالفين, وخاصة فيما يتعلق بعدم الإعلان عن الأسعار وبيع مواد منتهية الصلاحية وحالات الغش من خلط المادة بمواد أخرى، حيث يتم أخذ عينات وفحصها، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحديد عدد المخالفات المتعلقة بالبن لأن المخالفات تصنف حسب نوعها وتنظم الضبوط بحق المخالفين لجهة عدم إبراز فواتير «جملة ومفرق» وعدم الإعلان عن الأسعار في كل أنحاء مدينة دمشق, وهناك ضبوط تتعلق بمخالفات القهوة سريعة التحضير المنتهية الصلاحية، ويتم حجز المواد المنتهية الصلاحية وإتلافها أصولاً بحضور حائزيها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم ٨ لعام ٢٠٢١.
تصوير: طارق الحسنية