جاء في مقال نشره موقع “نيو إيسترن أوت لوك” الأمريكي: في الثامن عشر من آذار وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن اتهاماً سخيفاً وصف فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالـ”قاتل”، إن هذا الاتهام لا يمس فقط الرئيس بوتين، ولكن روسيا بأكملها.
وبالمقابل كشفت روسيا البيضاء في الثامن عشر من شهر نيسان عن مؤامرة، بدأت بناء على أوامر من بايدن، لاغتيال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو مع العديد من المسؤولين والضباط وأفراد الأسرة، بغية القيام بانقلاب والإتيان بحكومة من شأنها أن تسمح لـ”ناتو” باستخدام بيلاروسيا كقاعدة لمزيد من الأعمال العدائية ضد روسيا.
وتابع المقال: تبين إثر فضح المؤامرة عن ما يسمى بمعارضة “لوكاشينكو” على أنها عصابة من القتلة والإرهابيين، وأن القيادة الأمريكية مجرمة بنفس القدر، إذ ترى القيادة الأمريكية في اغتيالات الزعماء الأجانب الذين يقفون في طريقها أسلوباً روتينياً في سعيها للسيطرة على العالم.
إلى جانب قتل الأفراد، يتفوق بايدن على ترامب في شهوته للحرب والدم، مع تصعيده السريع للأعمال العدائية تجاه روسيا والصين، وإمعانه في الدعاية الكاذبة ضدهما لتشويه سمعتهما في أذهان الجمهور في الغرب، الأمر الذي أدى إلى تدهور الوضع بسبب هذه الاستفزازات الأمريكية، حيث حذرت الصين من استعدادها لمحاربة كل من الولايات المتحدة واليابان إذا كان هذا ما يلزم لحماية حقوقها السيادية على تايوان، واستدعت روسيا سفيرها من واشنطن في شهر آذار، وقبل عدة أيام طلب من السفير الأمريكي بشكل أساسي مغادرة موسكو، وعلى الرغم من الضجيج الذي أثير حول عدم المغادرة، لكنه امتثل للأمر.
وأضاف المقال: إن مثل هذا الإذلال الذي تتعرض له الولايات المتحدة ويحتل أخبار الصفحات الأولى في الغرب، بالرغم من عدم وجود أي تقارير عن هذه الحقيقة، كما لم يتم الكشف عن مؤامرات الولايات المتحدة ضد بيلاروسيا، إذ لا يُسمح للأمريكيين والدول الحليفة بمعرفة الحقيقة عندما تحرج قادتها وتفضحهم على حقيقتهم.
وعلاوة على ذلك فإن التاريخ الموضوعي لأمريكا منذ نشأتها سيصنف هذه الأمة على أنها أمة قاتلة، لأن قادتها وشعبها يكتفون فقط عندما يقتلون الآخرين لإثراء أنفسهم، ويقتلون بعضهم البعض بينما ينحدر مجتمعهم الوحشي إلى سجل يومي من عمليات إطلاق النار الجماعية، وإرهاب الشرطة ضد السكان السود، والذي لا يفعل بايدن شيئاً حياله على الإطلاق.
وتساءل المقال: ما الذي يمكن أن نتوقعه من بايدن الذي دعم بحماس كل حرب بدأها الأمريكيون في العالم ودعا بقوة إلى قتل الملايين من الناس لتعزيز المصالح الأمريكية.. وها هو الآن يخاطر بحرب عالمية ثالثة، حرب نووية ستمحو أمته وبقية العالم من التاريخ إذا استمر في الخطاب العدائي والأعمال العدائية ضد تلك الدول التي ترفض الرضوخ لإملاءات الولايات المتحدة.
وأكد المقال أنه حين دعت كل من روسيا والصين وإيران وكوريا الديمقراطية, إلى السلام والحوار واحترام القانون الدولي وخفض الأسلحة بجميع أنواعها ومن أجل نظام عالمي عادل وليس نظام عالمي أمريكي وحشي، قابلت الولايات المتحدة هذه الدعوات برفض قاطع وبالمزيد من المطالب بطاعة الولايات المتحدة، وكأن هذه الأمة، التي تأسست على العبودية والإبادة الجماعية، تزعم أو تعتقد أن لديها “سلطات أخلاقية” لإجبار العالم على ما تريد.
وختم بالقول: يزعم الأمريكيون أنهم يؤيدون السلام والديمقراطية لكنهم يعيشون في ظل الحرب وتدمير الديمقراطية. إنهم يدّعون أنهم يؤيدون “حقوق الإنسان” لكنهم لا يعترفون بأي منها إلا إذا فرضوها بأنفسهم ويستخدمونها كطعم ساذج لجر الآخرين في طريق الحرب.
يزعم الأمريكيون أنهم يريدون الاستقرار في أوروبا، لكنهم يحشدون جيوشهم ضد روسيا، ويطوقونها بأنظمة الصواريخ، ويخططون لحرب نووية وكذلك بالنسبة للصين.. لكن منطقهم الداخلي المجنون هذا سيدفع بهم إلى الهاوية.