ما وراء ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في الأسواق؟
لا مجال للتردد أو التفكير في إمكانية الشراء أم لا، فكل ساعة بات لها أسعارها في عالم الأسواق حتى على مستوى شراء الخضار والفواكه، فمثلاً سعر البطاطا هذه الدقيقة يختلف عن سعرها بعد ساعة، وقس عليها جميع الخضار والفواكه الأخرى كما يؤكد أغلب المواطنين، ويضيفون: المواد المستوردة ترتفع مع ارتفاع سعر الصرف «آمنا وصدّقنا» لكن أسعار الخضار والفواكه ترتفع من دون أي حسيب أو رقيب وهذا ما يدعو للتساؤل.
تأرجح واضح
أحد تجار سوق الهال محمد العقاد أكد أن أسعار الخضار متأرجحة بعض الشيء، فمثلاً سعر الزهرة يتراوح بين 300 و400 ليرة والباذنجان بين 600 و700 ليرة والملفوف بين 200 و250 ليرة والجزر بين 450 و550 ليرة والليمون بين 800 و1000 ليرة، مشيراً إلى وجود مصدرين لإنتاج البندورة حالياً من بانياس وسعرها يتراوح بين 700 و1000 ليرة ومن طرطوس وسعرها بين 600 و800 ليرة وتختلف أسعار الخيار حسب نوعه فهناك الجديد «أول قطفة» وسعره بين 1000 و1100 ليرة والمخزن بين 600 و700 ليرة، وبالنسبة للبطاطا فقد رآها العقاد مرتفعة بعض الشيء والسبب هو انتهاء موسمها، مشيراً إلى أنه من الممكن أن ينخفض سعرها لاحقاً بعد بدء موسمها خلال 20 يوماً.
ولم يكن التصدير سبباً في ارتفاع الأسعار برأي العقاد، فليس هنالك أي تصدير لأي نوع من الخضار بل يوجد تصدير خجول لبعض الفواكه كالتفاح إلى مصر والبرتقال إلى العراق والكمأة إلى دول الخليج وهذه الكميات لا تتعدى البراد أو البرادين خلال الأسبوع.
مهددة
الزراعة لم تعد تجلب همها لا بل كلها مشاكل بمشاكل كما يؤكد المزارعان سيتان وقاسم الجندي من محافظة درعا، لكن «الحي أبقى من الميت» كما يقولان ، فسعر طن السماد ارتفع إلى 700 ألف وكل مستلزمات الزراعة باتت مرتفعة أيضاً بسبب الحصار الأمريكي على سورية وكل ذلك في كفة وعدم وجود الكهرباء والمازوت في كفة أخرى، فبسبب انعدام الكهرباء في المحافظة وعدم توفر المازوت يضطر المزارعون لشراء ليتر المازوت بألفي ليرة، مع أن الجو لا يزال رطباً فما بالك بعد ارتفاع درجات الحرارة؟!
ويضيف قاسم: لدي 1800 دونم مزروعة بالقمح و1500 دونم بطاطا و1000 دونم مزروعة بالثوم من الممكن أن نحصد القمح ونستخدمه كعلف للحيوانات إذا لم يتم تأمين الكهرباء والمازوت للفلاح وخصوصاً في محافظة درعا، مشيراً إلى ضرورة دعم الفلاح من أجل حماية الزراعة فهذا العام أغلب الفلاحين لن يقوموا بزراعة البندورة في المحافظة بسبب عدم وجود المازوت لتأمينه للسقاية.
عرض وطلب
أصبحت أسعار الخضار والفواكه مربكة هذه الأيام – حسب عمر الشالط – مضيفاً: صحيح أن أغلبها إنتاج محلي لكن كلف مستلزمات إنتاجها باتت مرتفعة للغاية، متسائلاً: لماذا يتغاضى المواطن عن أسعار كلف الإنتاج عند ارتفاع سعر الخضار والفواكه؟ فالفلاح يستخدم المازوت الذي يشتري الليتر منه بـ1500 ليرة إضافة للسماد وتخطيط الأرض والفلاحة كل أسعارها ارتفعت إلى الضعف وتكلف ما يزيد على 15 ألفاً، ناهيك بأسعار اليد العاملة فأقل أجرة عامل تتجاوز 7 آلاف ليرة في اليوم، وكذلك تأمين توصيل العامل إلى منزله ذهاباً وإياباً، إضافة إلى أجرة النقل التي ارتفعت كثيراً بعد ارتفاع سعر البنزين.
وأضاف: تختلف أسعار الخضار والفواكه باختلاف المنطقة، ففي المناطق الشعبية تراها أرخص من المناطق الأخرى وهذا كله عائد لوجود حلقات الوساطة التي لا يمكن أن نلغيها على الإطلاق.
وأشار الشالط إلى أن أسعار الخضار والفواكه تابعة لسياسة العرض والطلب، ففي حين يكون هنالك عرض قليل وطلب مرتفع يرتفع السعر وإذا كان العكس فحتماً سينخفض السعر، وعلى الرغم من كل هذا رأى الشالط أن الأسعار لا تزال مقبولة نوعاً ما لاسيما بعد بدء موسم الفول وقدوم فصل الربيع الذي تبدأ فيه أغلب الخضار والفواكه بالنضوج فمثلاً سعر البندورة يتراوح بين 800 و1000 ليرة وانخفض سعر الباذنجان إلى 1300 ليرة بينما ارتفع سعر الحمضيات فالبرتقال «أبو صرة» وصل سعره إلى 2000 ليرة والبصل وصل إلى 1500 ليرة بينما البصل المخزن الذي تجد أكثر من 50% منه تالفاً ارتفع إلى 900 ليرة.
وبشّر الشالط بانخفاض أسعار الخضار والفواكه قريباً مع نهاية شهر آذار الذي بدأ بموسم الفول حالياً من محافظة درعا وريف دمشق حيث وصل سعر الكيلو منه إلى 2000 ليرة.