على مدى السنوات القليلة الماضية، أدى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية والاجتياح المتكرر لقطاع غزة إلى ردود فعل ترفض السياسات الإسرائيلية في كل مكان تقريباً في العالم -باستثناء الولايات المتحدة- هذا ما بدا واضحاً في الفيلم الوثائقي “احتلال العقل الأمريكي” الذي يركز على هذا الاستثناء الحرج.
الفيلم مدته 82 دقيقة وأنتجته مؤسسة متخصصة في التعليم الإعلامي، يبدأ بعرض مباشر لتاريخ الصراع (العربي– الإسرائيلي) من وجهة النظر “الإسرائيلية”، ولجعل هذه السردية مقنعة فقد عملت الطغمة «الإسرائيلية» ولوبياتها في أمريكا وأوروبا، على محاولة إعادة كتابة التاريخ، ورفض القانون الدولي، وتجاهل الصراع على الأرض والموارد التي تشكل جوهر قضية هذا الصراع، خاصة وأن هذه الحقائق كانت مغيبة تماماً بالنسبة للرأي العام الغربي.
يفضح الفيلم تأثير الدعاية الصهيونية على الرأي العام، ونجاحها في تشكيله وتوجيهه من خلال السيطرة على وسائل الإعلام العالمية، حيث يستعرض القائمون عليه جملة من المقاطع والتقارير المسجلة التي تُعزّز ما ذهب إليه الخبراء وبخاصة تلك التي تشدد على مزاعم “حق إسرائيل” في “الدفاع” عن نفسها وبكل الوسائل وخلال كل الحروب التي شنتها.
ويكشف الفيلم كيف تحول السياسيون الأمريكيون ابتداءً من الرئيس، مروراً بأعضاء الكونغرس والوزراء، إلى متحدثين باسم “إسرائيل”، وبالتوازي مع ذلك يستعرض الآليات التي يلجأ إليها الإعلام الموالي لـ”إسرائيل” لتشكيل رأي عام مؤيد لها باستخدام أحدث ما توصلت إليه الدراسات العلمية في مجالات الإعلام والدعاية والتسويق والرأي العام، حتى يصدق المواطن الأمريكي بأن حل المشكلة يكمن في التخلص من الأشرار وبقاء الأخيار “إسرائيل” على الأرض من دون الإشارة إلى تاريخ الصراع أو حقائقه، وذلك من خلال الاستعانة بأولئك الحاذقين العاملين في صناعة الدعاية الإعلامية.
يبدد الفيلم الكثير من الأكاذيب والأوهام التي تروجها الدعايات اليهودية، ويجعلها أشبه بالمسلمات لدى الأمريكيين، وهنا تكمن أهميته، لكن العمل ما زال ينتظره الكثير ليبين حقيقة الاحتلال الإسرائيلي للرأي العام الغربي والأمريكي على حد سواء.
عن: إنفورميشن كليرينغ هاووس- الموقع