لــــذلك كـــان العـــدوان
في تمام الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة كان العدوان الثلاثي على أهداف سورية، الذريعة استخدام السلاح الكيماوي، وبنك الأهداف العدواني كان 110 صواريخ، استطاع ترامب أن يرغم فيه البنتاغون على اتخاذه كإجراء، يجب أن يحاسب فيه مجلس الأمن الذي لم يستطع تصدير تفويض رغم كل المداولات الأممية على أن الدولة السورية قامت باستخدام السلاح الكيماوي، فلا أدلة ولا تسويغات قانونية تشرعن الانتهاك الفاضح للعدوان الثلاثي على سورية، ومزاعم الكيماوي ليست إلا فبركات وتلفيقات اعتمدت على مشاهدات «الخوذ البيضاء».
حواريات أممية تعيد للأذهان مشاهد كولن باول عام 2003 يوم ادعاءاته التي أفرزت العدوان الغاشم على العراق، واليوم كان القصف لمواقع افتراضية لإنتاج المواد الكيماوية، وهي ليست إلا منشآت بحثية، عدوان استبق بعثة التحقيق في الغوطة لإخفاء كذبهم، واستثمرته الدول الراعية للإرهاب في سورية ذراعاً تتمسك بها الإدارة الأمريكية لدعم قواتها الوكيلة التي هُزمت في البعد العسكري والميدان السوري، لذلك كان العدوان قراراً مهزوماً لدولة بحجم الولايات المتحدة، باتت تدرك قِزم قامتها وظل حضورها على الموقع الجيوسياسي.
110 صواريخ تصدَّت الدفاعات الجوية السورية لمعظمها بتدميريها أو حرفها عن مسارها، حيث كانت القوات المسلحة في حالة جاهزية كاملة واستعداد وانتشار تامين لمواجهة هذا الاعتداء، ولتدرك الولايات المتحدة الأمريكية وعصبتها البريطانية والفرنسية وذيولها من بعض دول الخليج، التي ارتضت المشاركة بالعدوان السافر على سورية لتحقيق عدوان يخدم «إسرائيل»، أنها أفشل من أن تُسقط سورية، ولتؤكد مرة أخرى أن أمريكا والمحور الداعم للإرهاب أقدموا على انتهاك القانون الدولي الذي طالما يتشدقون به في الأمم المتحدة، وأن ما قاموا به تحت لحظ المؤسسة العسكرية السورية عدوان مآله الفشل، لم ولن يفلح في إنقاذ أدواتهم الإرهابية، ولن يثني الجيش العربي السوري عن متابعة إنجازاته بدحر الإرهاب عن كل الجغرافيا السورية، رغم كل المحاولات المستميتة، ومناصرة الإعلام الداعم للإرهاب الذي استثمر العدوان وحاول عبثاً تضخيمه لإخفاء المشروع التآمري ضد سورية، وإظهاره عملاً بطولياً، الهدف منه النيل من الصمود السوري، الصمود الذي حققه السوريون جيشاً ومواطنين، حيث الاستنفار على الجبهات وحياة طبيعية عاشها السوريون رغم كل التهديدات، وحتى ساعة الاعتداء حقق الصمود السوري فصلاً جديداً في تاريخ العالم، صلابة لم تأتِ من فراغ، فمن صبر وقاوم الإرهاب على مدى سبع سنوات لن تهزمه بروباغندا اعتداء واهم اختلقه رجل معتوه وصدّره من حيث يسكن منزلاً أبيض لا يحاكي أبداً مكنونات نفوسهم العدوانية.
صلابة الشعب السوري من الثقة الكبيرة بالقيادة والجيش الذي تعهد بتحرير كل شبر من الأراضي السورية ليس فقط من براثن الإرهاب الأسود، بل من نير الاحتلال الأجنبي أيضاً.
حدث في هذا اليوم عدوان ثلاثي على سورية، وفي مثل هذه الأيام من العام السابق كان العدوان على مطار الشعيرات، ولنذكّر بأننا في سورية، وبعد أيام نحتفل بذكرى جلاء المستعمر الفرنسي، لنؤكد أننا رغم حجم التهديدات فنحن الأقوى مادمنا أصحاب سيادة وحق وتراب.