«سي إن إن»: الميدان وترامب يُجبران نظام زيلينسكي على إعادة الحسابات و«تدوير» المفاوضات مع روسيا
تشرين:
أكدت شبكة «سي إن إن» الأميركية أن فلاديمير زيلينسكي أبدى استعداده للمفاوضات مع روسيا بسبب مشكلات كبيرة في السياسة الداخلية والخارجية، وقالت الشبكة: كييف تواجه حالياً ضربة مزدوجة، وضع صعب على خط المواجهة من جهة، وعدم يقين سياسي فيما يتعلق بمستوى الدعم المستقبلي من أقرب حلفاء أوكرانيا من جهة ثانية، وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية وعودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض.
ويواصل ترامب التأكيد أن باستطاعته إنهاء حرب أوكرانيا في 24 ساعة. ومن سياق توجهات ترامب في ولايته الرئاسية الأولى فإن كل التوقعات تنحو باتجاه إنهاء الحرب وفق معطيات الميدان التي هي لمصلحة روسيا.
ونقلت الشبكة عن أوريسيا لوتسيفيتش – خبيرة ومديرة المنتدى الأوكراني تشاتام هاوس/لندن – تأكيدها أن الوضع الصعب يجبر زيلينسكي على إرسال إشارات بخصوص مفاوضات السلام مع موسكو.
وقالت: هذه إشارة إلى روسيا وإلى الجنوب العالمي، تفيد بأن أوكرانيا ليست قوة معرقلة من نوع ما، وأنها مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وفي وقت سابق، قال زيلينسكي الذي انتهت ولايته الرئاسية منذ أيار الماضي: إن الممثلين الروس يجب أن يحضروا قمة السلام الثانية حول أوكرانيا.
وحسب صحيفة «سترانا» الأوكرانية فإنه «بحلول تشرين الثاني المقبل من المقرر وضع خطة معينة واجتماعات بشأن قمة السلام الثانية حول أوكرانيا»، بينما نقلت صحيفة «إلباييس» الإسبانية عن رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان بعد زيارته موسكو وكييف وبكين أن الشهرين المقبلين سيكونان «أكثر دراماتيكية» في أوكرانيا، مرجحاً بدء مفاوضات التسوية نهاية العام.
وكانت سويسرا قد استضافت يومي 15 و16 حزيران الماضي قمة حول السلام في أوكرانيا من دون دعوة روسيا إليها، وانتهت القمة ببيان هزيل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في اجتماع مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، في أواسط شهر حزيران الماضي، أن بدء المفاوضات مع كييف يقتضي أن تقوم أوكرانيا بسحب قواتها من كامل أراضي المناطق الجديدة في روسيا (من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه).
وأشار بوتين إلى أن الأعمال القتالية ستتوقف فور موافقة كييف على هذا الشرط، مؤكداً أنه يجب على كييف أن تخطر موسكو رسمياً بتخليها عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وتطالب روسيا بأن تكون أوكرانيا بلداً محايداً وخالياً من الأسلحة النووية، كي يتم التوصل إلى تسوية سلمية، وأكدت مرات عديدة أنها مستعدة للمفاوضات، لكن كييف فرضت حظراً تشريعياً على المفاوضات، وذلك في الوقت الذي يتجاهل فيه الغرب رفض كييف المستمر للدخول في حوار.