تحدي القراءة لجرحى الجيش نشاط ثقافي اجتماعي لكشف مكامن الإبداع
تشرين – حسيبة صالح:
يشكل أبطالنا من جرحى الجيش العربي السوري الذين قدموا تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن الوطن، مصدر إلهام لنا جميعاً، ويؤكدون لنا أن في داخل كل إنسان قوة كامنة في رحلة الحياة القاسية تدفعه لتحدي الصعاب وتحقيق الإبداع.
وتقديراً لجهودهم وتضحياتهم يأتي مشروع “تحدي القراءة لجرحى الجيش” ليمنحهم فرصة لاكتشاف عالم جديد من خلال الكتب.
هذا المشروع ليس مجرد نشاط ترفيهي بل هو جسر للتواصل والتعافي من خلال القراءة يمكن للجرحى الانغماس في قصص ملهمة واكتساب معارف جديدة والاستفادة من الوقت بطريقة تثري عقولهم وتساعدهم على تجاوز الصعوبات التي واجهوها، الكتب هي نافذة على العالم وتحدي القراءة خطوة نحو التغيير الإيجابي في حياة جرحى الجيش من خلال تحفيزهم على الاستمرار في اكتشاف الذات والتعلم.
المتسابق في تحدي القراءة الأستاذ سومر صقر من جرحى الجيش العربي السوري يتحدث ل”تشرين” عن تجربته قائلاً: مسابقة تحدي القراءة واحدة من الفعاليات التي تقوم بها مؤسسة جريح وطن.. موضوع التحدي هو تفوق وإصرار وتحدي المصاعب للوصول للهدف.
ويضيف صقر عن الفوائد التي شعر بها خلال انخراطه في هذا التحدي: إنها ساعدته في تحسين حالته النفسية والمعنوية وتحسين قدرته على التركيز والتفكير الإيجابي، من خلال تجاوز التحديات واكتشاف القوى الداخلية فبعض الكتب تحمل في طياتها رسائل قوية من الأمل والصبر والتحمل.
ويضيف صقر: من شروط المسابقة اختيار خمسة كتب بالحد الأدنى وقراءتها وتلخيصها خلال شهر واحد، والتنوع في اختيار محتوى الكتب لتتضمن روايات سورية وعربية وعالمية وكتباً مرتبطة بالتاريخ السوري، من كتب شعرية، وألا يقل عدد الكتب الشعرية عن ٧٥ صفحة والروايات عن ١٥٠ صفحة، وتقديم ملخص عن كل كتاب تم اختياره يتضمن لمحة عن المحتوى، إضافة للرأي الشخصي للجريح بما لا يتجاوز صفحتين وفي نهاية المسابقة ستقوم لجنة من الأدباء والكتاب وتقيم ملخصات واختيار ٣ متسابقين ليتم تكريمهم.
وفي السياق يقول صقر: هذه المرحلة تحتاج للكثير من تنظيم الوقت بسبب ضغوط العمل ومحاولة تنظيم الوقت ومن أكثر الصعوبات كانت في البداية عند اختيار الكتب وصعوبة الحصول على الكتب ورقياً وقد تعديت هذه المرحلة من خلال مساعدة بعض الأصدقاء المهتمين بالقراءة في اختيار الكتب المستوفية لشروط المسابقة، وقد اخترت رواية سورية (سمسق) للكاتبة السورية فاتن ديركي، وسمسق هي شجرة الياسمين تحكي عن الحرب والكورونا في سورية، والخيميائي كرواية عالمية للكاتب باولو كويلو والتي تحمل في طياتها أن على الإنسان ان يؤمن بقدراته وأحلامه وقدرته على تحقيقها واخترت للشعر كتاباً للشاعر الكبير نزار قباني.
ويؤكد صقر أن هذه التجربة عززت روح التنافس وزادت من تركيزه، وأضافت له علاقات اجتماعية من خلال التعامل مع الجرحى الآخرين والكتاب والنقاد.
دور بارز
انطلاقاً من الدور الهام للقراءة في تحصين عقل الفرد وحمايته بما يتزود به من الثقافة والمعارف والتسامح ليكون مشاركاً فعالاً، وله دور بارز في بناء مجتمعه بهذه العبارة بدأ محمد الخضر من مؤسسة جريح وطن حديثه لتشرين، مبيناً أن مسابقة قارئ العام، انطلقت بالتنسيق بين مكتبة الأسد الوطنية ومشروع جريح الوطن، وتقوم على إجراء مسابقة لجرحى الجيش العربي السوري والقوات الرديفة من مختلف شرائح العجز التام وتحت التام والجزئي في محافظتي دمشق وريفها، والبداية كانت مع ملتقى أدبي ضمن مكتبة الأسد الوطنية تضمن لقاءات وحوارات ثقافية مع عدد من الأدباء والشخصيات الثقافية وذلك يوم الاربعاء ٦ تشرين الثاني برعاية كريمة من السيد العماد محمود الشوا نائب وزير الدفاع رئيس اللجنة المشتركة لمشروع جريح وطن و وزيرة الثقافة ديالا بركات.
ويضيف الخضر: من الأهداف الرئيسية للمسابقة ترسيخ ثقافة القراءة في الحياة اليومية للجرحى وإثراء مخزونهم العلمي والثقافي في المجال الذي يرغبونه، ومساعدتهم على التعبير الصحيح عن أفكارهم لغوياً وفكرياً وتدعيم مهارات القراءة الواعية والناقدة لديهم، وتحسين مهارات اللغة العربية لدى المشاركين من خلال زيادة قدرتهم على التعبير بطلاقة وفصاحة، وتحسين الصحة العقلية والعاطفية للقراء من خلال تنشيط خلايا المخ والحفاظ على نشاطه وصحته، تخفيف التوتر والضغط النفسي الذي يتعرض له الإنسان في حياته اليومية فلسطور الكتاب القدرة الكبيرة في تحسين حالة القارئ النفسية.
والدور الإيجابي للتجربة في عملية تحفيز واستقطاب الجرحى لإتمام تحصيلهم العلمي وتعزيز ثقة الجريح بنفسه من خلال اجتيازه لمراحل المسابقة، وتعزيز مشاركة الجريح في أنشطة المجتمع الثقافية.
ويؤكد الخضر على إمكانية استثمار الجرحى المشاركين مكتبات المراكز الثقافية الموزعة على مناطق دمشق وريفها لاستعارة الكتب التي يرغب بها المشارك، كما يمكن الاستعانة بقاعات مكتبة الأسد الوطنية ومكتبات الجامعات السورية في مطالعة الكتب التي يرغب المتسابق بقراءتها، ويستطيع المشارك أخذ الدعم والإرشاد والمشورة عبر قنوات التواصل مع منسقي المشروع والتي هي مفعلة بشكل دائم وخاصة خلال فترة القراءة والتي حددت بفترة زمنية شهر منذ انطلاق المسابقة.
وكتجربة سابقة، يردف الخضر: بدأت تجربة تحدي القارئ العام لجرحى محافظة طرطوس خلال العام الحالي والفائت وكان هناك إقبال كبير ولافت لجرحى المحافظة.
وعن الخطط المستقبلية يوضح الخضر أن تعميم التجربة على مستوى المحافظات للوصول إلى منافسة وطنية وانتقاء الأوائل على مستوى الجمهورية العربية السورية.