في حضرة سورية..
في كل يوم تزهو أرواحنا بملاحم بطولية يخوضها رجال عاهدوا الله والوطن بأن يكونوا جداراً منيعاً لصدّ أي عدوان لئيم وحاقد، وفي كل عام يطل عيد الشهداء بحكايات أسطورية لأبطال يكتبون التاريخ بوعد وعهد بأن النصر سيبقى العنوان.
في كل عيد نكتب عن الشهادة والشهداء، عن الذين يرسمون بدمائهم تاريخ وطنهم وخلودهم، ونبارك لهم وهم يسيرون مواكب نحو السماء، ونثق بأن تضحياتهم لم تذهب هدراً، وأن المعركة وإن طالت فإن النهايات تبشر كما في كل جولة بنصر مظفر قادم لا محالة بهمة جيش وأبطال لا تلين إرادتهم.
في كل عام يكون لعيد الشهداء حكاية وعبرة، ونستذكر ملاحم بطولية حروفها من عزة وأكاليل غار خاضها رجال بسواعد لا تلين وقلوب تهتف بأن الوطن أولاً، وأن شامة الدنيا ستبقى كبياض ياسمينها، وأن الإنسان السوري على موعد مع التجدد والولادة لتبقى بلاده في ربيع دائم.
كما في كل مرة، يعانق عيد الصحافة العربية عيد شهداء الوطن، رجال الفكر والقلم الذين دفعوا حياتهم ثمناً للكلمة الحرة والأرض والإنسان، فطالت يد الغدر منهم وبقيت رسالتهم وكلماتهم في قلوبنا وذكراهم لا تغادر أرواحنا.
يحق لنا الحديث عن شهداء الإعلام، عن زملاء صحفيين عانقوا الكلمات وصاغوها بحرية ومسؤولية، ليكونوا صوت الناس والمعبرين عن أوجاعهم وهمومهم في زمن هو الأصعب، لم يثنهم الألم والحزن عن أداء واجبهم المقدس تجاه سورية.
هؤلاء يحق لنا أن نفخر بشهادتهم وندرك أن رسالتهم مستمرة مع نبض كل زميل صحفي، فسورية التي نعشق ونهوى تستحق التضحية.
المعركة مستمرة ضد كل إرهابي ومتآمر وتاجر حرب ودم وأزمات، ونحن اليوم مطالبون برد الدين والرد يكون بالعمل من أجل سورية التي نفخر بها ونعتز، لأننا باختصار لا نزال نخوض معركة وجود ووطن لنبقى وتبقى سورية التي نحلم ونريد.