“تشرين” تواكب عودة 330 شخصاً من السوريين في لبنان
ريف دمشق- علام العبد:
شهد معبر الزمراني في القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق اليوم بدء عودة مئات السوريين النازحين إلى مدنهم وقراهم في القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق. فعلى مدى أسبوع عاد 330 شخصاً من المهجرين السوريين في لبنان إلى معبر الزمراني الحدودي بالتعاون بين الدولة السورية والحكومة اللبنانية التي نظمت حملة العودة الطوعية للسوريين في منطقة عرسال بوادي حميد. حيث تنطلق القوافل من وادي حميد في الأراضي اللبنانية إلى معبر الزمراني في الأراضي السورية.
وحسب مصادر صحفية مرافقة للسوريين العائدين، فإن وضع اللاجئين السوريين في لبنان ليس بجيد، فهم لا يعيشون في رفاهية تجعلهم يتمسكون بالبقاء في الأراضي اللبنانية كما يزعم البعض، والأكثرية الساحقة منهم يفتقرون إلى أبرز مقومات العيش.
وذكرت عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق الدكتورة آلاء الشيخ، ومديرة الشؤون الاجتماعية فاطمة رشيد التي كانت عند المعبر تستقبل اللاجئين، أنه تم التنسيق مع كافة الجهات المعنية لتسهيل دخول المواطنين العائدين، حيث تم نقل الواصلين إلى مركز التنمية الريفية في يبرود، الذي تم تجهيزه بجميع المستلزمات الأساسية للإقامة المؤقتة ريثما يعودون إلى مناطقهم لمتابعة حياتهم الطبيعية في وطنهم.
من جانبه، اعتبر محافظ بعلبك الهرمل بشير الخضر أن عودة النازحين هو أول “الغيث قطرة”، شاكراً جهود الجانب السوري واللبناني، وأضاف: هنيئاً لهؤلاء الإخوة السوريين الذين اختاروا وطنهم، وأرضهم وهويتهم رغم كل المغريات. وأشار في تصريح للإعلاميين المرافقين للسوريين العائدين إلى وطنهم، إلى أن العودة آمنة إلى سورية، والذين رجعوا من قبل، لم يتعرض لهم أحد وهم اليوم يعيشون حياتهم الطبيعية.
هذا وأضاف رئيس مجلس قرية الجراجير المشرفة على معبر الزمراني مالك الشقة: إننا اليوم نطوي صفحة من صفحات النزوح في لبنان، ونصنع تاريخاً جديداً مجيداً بعودة النازحين والمهجرين من المخيمات إلى مناطقهم السورية، فيما عمت الفرحة أوساط النازحين العائدين إلى وطنهم سورية بعد سنوات من التهجير عقب الأعمال الإرهابية للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
ولفت الشقة، إلى أن القلمون اليوم يشهد احتفالات جماهيرية بمناسبة بدء عودة السوريين النازحين، وأن عملية إعادة النازحين تمت بشكل منسق ومتفق عليه من قبل الجهات المعنية في معبر الزمراني الحدودي، حيث اتخذت محافظة ريف دمشق كافة التسهيلات والإجراءات اللازمة لهذه العودة الميمونة.
وأكد الشقة أن الإجراءات كانت سلسة جداً بخصوص عودة العائلات، وأمل في الأيام القادمة عودة العائلات الأخرى، وبعد انتهاء المدارس ستعود عوائل كثيرة إلى سورية.
أما بخصوص الخدمات، فقد أمنت الجهات المعنية في محافظة ريف دمشق كل ما يلزم لعودة العائلات النازحة.
وذكر مصدر مطلع أن لكل عائلة تريد الدخول إلى هناك استمارة لعودة النازحين، تحتوي على معلومات عن هذه الأسر، ويتم التدقيق من قبل اللجان المختصة، لكيلا يسمح بعودة المطلوبين والإرهابيين، ولن يسمح لهم بالتوغل ضمن العائلات النازحة، والعودة إلى مركز المدن وتشكيل الخلايا النائمة.
هذا وكانت العشرات من عائلات النازحين السوريين تجمعت في وادي حميد في بلدة عرسال للعودة إلى وطنهم سورية عن طريق معبر الزمراني، بعد توقف رحلات العودة التي ينظمها الأمن العام اللبناني منذ 3 سنوات بالتعاون مع الدولة السورية.
وأعرب العائدون عن فرحتهم بالعودة إلى أرضهم، شاكرين الشعب والدولة في لبنان لاستضافتهم على مدى سنوات عدة.
وأضافوا: إن العائلات العائدة إلى حضن الوطن حريصة على الحفاظ على أمن وسلامة البلاد، وعلى استعداد للدفاع عن مناطقها بعدما تجرعوا مرارة الإرهاب والنزوح ولا يرغبون بتكرار آلامهم.