في بادرة هي الأولى من نوعها..  أستاذ جامعي يصطحب طلابه لزيارة أعلام الأدب والفكر والثقافة 

طرطوس- ثناء عليان:

في بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الجامعات السورية يسعى الدكتور الأديب محمد علي المدرس في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة طرطوس لزيارة مبدعي محافظة طرطوس “كتاباً، أدباء، شعراء” مصطحباً معه طلاب الدراسات العليا في جامعة طرطوس، وليكونوا على احتكاك مباشر مع هذه القامات الأدبية، للاطلاع على تجاربهم الغنية والاستفادة منها، حيث كانت البداية بزيارة الأديب أحمد يوسف داود الذي عبّر عن سعادته بهذه المبادرة إذ قال في تصريح لـ “تشرين”:. الحقيقة مبادرة الدكتور محمد علي وتكرمه بزيارتي هي نتاج لطفه وجديته في الإشارة اللطيفة والتعريف المثمر بكتّاب طرطوس، وأتمنى أن تشمل كلَّ من ينتجون أدباً فيها، ومن غير ادعاء أو تقليل من قيمة أي كاتب جادّ ومنتج حتى لعمل قيم واحد.

وأضاف الأديب داود: الزيارة محفز للمزيد من العطاء المثمر، ولم أقل اليوم أنني الوحيد في الساحل السوري الذي نال جائزة الدولة التقديرية في دورتها الثانية، ولا أن خمساً من رواياتي تدرَّس في السوربون قسم الأدب العالمي منذ عشرين عاماً تقريباً، ولا أن إحداها سبق أن دُرِّست عشرة أعوام لطلاب قسم اللغة العربية وآدابها كمقرر على طلاب الصف الرابع ، والآن أقول ذلك للمرة الأولى في حياتي، وبتقديري أنَّ كلَّ عمل أدبي لا يقدم نفسه وصاحبه لا يكون عملاً ذا قيمة، طبعاً هناك عدد غير قليل من الجادين في تطوير أنفسهم إبداعياً، ولكن هناك أيضاً كثرة من أدعياء الإبداع المتميز وهو من أكثرهم براء، ولا أريد أن أسمّي أحداً.

بدوره أكد صاحب المبادرة الدكتور محمد علي في تصريح لـ “تشرين”، أن المبادرة ذاتية أحب من خلالها تعريف الطلاب بقيمة أدبائنا وأهميتهم، لافتاً إلى أنه طرح الفكرة على طلاب الدراسات ولاقت استحساناً من قبلهم.. وبما أن التجربة الأولى كانت ناجحة –يضيف الدكتور علي- فسأعمل على استمرارها، ولأجل هذا وضعت قائمة بأسماء الأدباء الذين كان لهم دور في نشر الثقافة وأصحاب تجربة غنية بالأدب، ليتم زيارتهم والاطلاع على تجاربهم والاستفادة منهم، وخاصة أن تجارب المبدعين تخلق حافزاً لدى الإنسان، وهذا يحدوه نحو تشكيل تجربته الخاصة، على هدي ما يستلهمه منهم.. وأضاف علي: لقد ترك لقائي بمحمود درويش وحنا مينه وحيدر حيدر وغيرهم خلال سنوات دراستي في جامعة تشرين أثراً عميقاً في شخصيتي ووعيي، ولذلك آليت على نفسي أن أعيدَ هذه التجربة (تجربة اللقاء مع المبدعين) مع طلاب الدراسات العليا في جامعة طرطوس، ليستمعوا إليهم، ويستفيدوا من تجاربهم الغنية، وقد لمست من هؤلاء الطلاب استجابة صادقة ورغبة حقيقية لفكرة زيارة أعلام الأدب والفكر والثقافة، فكانت باكورة هذه الزيارات رحلة أدبية ماتعة في رحاب الأديب أحمد يوسف داود الذي استقبلنا بكثير من الود، وهو الأديب الأريب الذي صال وجال في ميادين الفكر والمعرفة والإبداع الشعري والروائي، الحائز على جائزة الدولة التقديرية في الإبداع الأدبي.

وإنني إذ أشكر الأستاذ أحمد على سعة صدره، وفيض كرمه، ودماثة خلقه، وصراحته المعهودة، ونصائحه المفيدة، فإنني أيضاً أتمنى أن تكون هذه الزيارة قد حققت الغاية منها عند طلابنا الأعزاء، الذين أفخر بهم، وبسعيهم نحو العلم، ولاسيما أن منجز أديبنا سيكون محوراً لدراسات بعضهم القادمة.

وختم الدكتور محمد علي قائلاً: نحاول أن نضيء شمعة في هذا الظلام، ونرفض أن نسلم أنفسنا له، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ونحاول أن نقوم بدورنا التنويري في زرع بذور التقدير لقاماتنا العلمية والأدبية، ولا بدّ لهذه البذور من أن تنمو وتثمر يوماً ما.. والقادم أجمل إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
المنتدى الوزاري للتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان يدين الاعتداءات الإسرائيلية على سورية بحضور شبابي لافت.. «يوروم التركية» تختم جولتها في جامعة دمشق اليوم بتوجيه من الرئيس الأسد.. العماد عباس يدشن رسمياً المركز التجنيدي الأول بدمشق إطلاق النسخة الشاملة من تطبيق الإنترنت البنكي في المصرف العقاري المقداد يبحث مع وزير الدولة لوزارة الخارجية التشيكية العلاقات الثنائية وأهمية التعاون المشترك مباحثات سورية - كوبية لتعزيز العلاقات في المجال البرلماني وزير الأوقاف يعلن انتهاء التسجيل لموسم الحج وتفعيل المسار الإلكتروني للحصول على التأشيرات وافق على تأسيس الشركة السورية للإعلام.. مجلس الوزراء يناقش تطوير الصناعات المتعلقة بالثروة الحيوانية والزراعية هيئة الاستثمار تصدر نظام مزاولة مهنة الاستثمار والتطوير العقاري انسداد أفق التفاوض يُبقي الميدان الفلسطيني والإقليمي ضمن دائرة التصعيد الخطر والسيناريوهات المفتوحة.. رصيد صفري للكيان دولياً.. وأميركا تناور وتخادع والصين تضم وتلمّ الشمل