رهاب التلقيح يصيب 3% من سكان العالم.. اختصاصي: رد فعل مرافقي الأطفال أثناء تلقي الحقن هو المسبب الرئيس لمشاعر الخوف والاضطرابات التي تنتاب الصغار
دمشق – بشرى سمير:
مع انطلاق حملة اللقاح الوطني التي أطلقتها وزارة الصحة استوقفتني، وأنا اشاهد الممرضة وهي تعطي الأطفال لقاحهم، حالة الخوف التي انتابت عدداً كبيراً من الأطفال لمجرد سماعهم بأخذ اللقاح، إذ يتعدى الأمر حدود إغماض العينين وحبس النفَس حتى انتهاء الأمر، فالبعض قد يصاب بحالة بكاء شديدة لمجرد سماعه أن اللقاح هو عبارة عن حقنة.
وتشير الممرضة رجاء علي إلى أن حالة الخوف من اللقاح لا تقتصر على الأطفال بل تتعدى ذلك وتشمل الكبار من مختلف المراحل العمرية والتعليمية، وتضيف: خلال لقاح كورونا كان من المستحيل إقناع عدد كبير من الناس بضرورة أخذ اللقاح.
ويشير الدكتور محمد البقاعي طبيب أطفال إلى أن حالة الخوف من اللقاح أو ما يسمى رهاب اللقاح أو الحقن هو عبارة عن اضطراب له من الأعراض ما يشبه فوبيا الدماء أو الخوف من منظر الدماء، وتتضمن أعراضه الإغماء، وزيادة معدل ضربات القلب، والتعرق الشديد، والبرودة الشديدة.
عامل نفسي
ويضيف البقاعي أن الدراسات تشير إلى إن نحو 3.5% من سكان العالم يعانون من رهاب الحقن، مؤكداً أن رد فعل مرافقي الأطفال في أثناء تلقي الحقن هو المسبب الرئيس لمشاعر الخوف والاضطرابات التي تنتاب الصغار، ومن الأفضل للأم ألّا تنتقد أبداً شعور طفلها أو تسخر منه، فهذه اللحظات ستبقى عالقة في ذهنه إلى الأبد.
دور الأم
ولفت الدكتور البقاعي إلى أن تأكيد الأم لطفلها بقاءه هادئاً قبل الحصول على اللقاح يدعو إلى القلق بشكل أكبر من المعتاد، وعلى الأم أن تحاول إبقاء الطفل هادئاً قدر الإمكان، وتستخدم استراتيجيات التأمل والتنفس العميق والتخيل، وألا تعمل على إجباره على أخذ اللقاح غصباً عنه، ويجب العمل على إقناعه بأهمية أخذ اللقاح، لأن إجبار الطفل على أخذ اللقاح بالقوة سيجعل الطفل يعاني طول حياته من رهاب الحقن، ولابد في الدقيقة الأولى بعد الحقنة أن تعانق طفلها أو تمسك بيده، وتبتعد عن استخدام عبارات التأقلم مع الحقن، وتجنب محاولة تشتيت انتباهه، فهذا سيزيد من معاناته ويعمق شعوره بهول ما حدث، وبعد أخذ اللقاح على الأم تحفيز الطفل وإخباره بأن الأمر كان سهلاً وانتهى، وأن الالم سيزول بسرعة.
الخوف من الألم
وتشير نادين بلال اختصاصية نفسية إلى أن رهاب التلقيح هو الخوف غير المنطقي من اللقاحات، أو التطعيم، أو الإبر، الأطفال يخافون عادة من الحقن من الخوف المباشر من الألم، وهذا النوع من الخوف شائع إلى حد كبير في مرحلة البلوغ، فالأشخاص الذين يعانون من مرض رُهاب اللقاح قد يكون لديهم أيضاً خوف من الذهاب إلى المستشفى أو الأطباء.