تحذير من غضب المنطقة.. العجز الإسرائيلي يستدعي الدعم والحضور الأميركي إلى المنطقة

تشرين – راتب شاهين:
على وقع التطورات الدراماتيكية المستجدة في المنطقة، والتي هي على صلة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والمنظمات الدولية لخلط الأوراق، يتكشف المزيد من التورط المباشر الأميركي – البريطاني في العدوان على المنطقة نيابة عن الكيان الإسرائيلي، الذي ظهر عجزه في الحسم في غزة والوصول إلى أهدافه من حرب الإبادة في القطاع المحاصر، فالأصيل حضر بثقله في المنطقة لحماية وكيله الإسرائيلي من الضياع، وخاصة بعد التضامن والتعاطف الدوليين اللذين حصلت عليهما القضية الفلسطينية.
هذه المنطقة التي نالها ما نالها من سياسات تدميرية غربية، والمحتقنة والغاضبة على السلوك العدواني لواشنطن، والتي تتطلع الى يوم الخلاص من كل أشكال الاستعمار الغربي، الذي تم تحذيره من اللعب بالنار أكثر، حيث دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عبر منشور على منصة «إكس»، الغرب إلـى «تجنب اختبار غضب المنطقة».. هذا في المنطقة مع المشاكسات الأميركية التي تدعمها دواع انتخابية من جهة ودواعي حفظ الكيان الإسرائيلي من الأخرى.

في اليوم الـ122 من العدوان.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يتمرن في الضفة الغربية

أما في فلسطين المحتلة، ولليوم الـ122 من العدوان الإسرائيلي المتواصل، وفي وقت بدأ جيش الاحتلال بتمرينات في الضفة الغربية تحسباً لأي انتفاضة في الضفة قد تزيد من الصعوبات عليه في حال فتح جبهة جديدة مع جبهة مشتعلة ثالثة في شمال فلسطين مع حزب الله، وأفواج المقاومة اللبنانية «أمل» كتطور لافت جديد، التي أعلنت عن استهداف مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتجمعات لجنوده عند الحدود الجنوبية للبنان، دعماً للشعب الفلسطيني في غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة‌‌‌‏، ورداً على ‏الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت القرى والمنازل المدنية وآخرها في بليدا وميس الجبل.
فمنذ فجر اليوم الإثنين، واصلت مدفعية الاحتلال قصف مناطق مختلفة من قطاع غزة، خاصة مدينتي دير البلح وخان يونس في القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية: إن خان يونس جنوب قطاع غزة تتعرض لقصف متواصل من مدفعية الاحتلال خاصة المنطقة الغربية، بما فيها أحياء الأمل، والكتيبة، والشيخ ناصر والقيزان، إضافة إلى المنطقة الجنوبية الواصلة إلى مدينة رفح، مضيفة: إن قوات الاحتلال تواصل محاصرة مستشفيي الأمل وكمال ناصر وسط مدينة خان يونس، بالتزامن مع إطلاق مسيّرات الاحتلال النار على المواطنين في المنطقة، كما تواصل مدفعية الاحتلال قصف مناطق واسعة شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بالتزامن مع استهداف مخيم النصيرات بعدة قذائف مدفعية، وإطلاق زوارق الاحتلال الحربية نيران رشاشاتها الثقيلة صوب شاطئ مدينة غزة.
وفي الضفة الغربية التي يبدو أنها مرشحة لدخول المعركة من الوجهة الإسرائيلية على الأقل، فقد بدأ جيش الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، تمريناً عسكرياً في مناطق الضفة، ويستمر حتى يوم غد الثلاثاء، وسيتم خلال التمرين تكثيف حركة ونشاط المركبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية في شوارع الضفة بشكل لافت، ما يؤكد خوف الاحتلال من انتفاضة في الضفة.
كل ذلك رافقته عمليات اقتحام واعتقال في مناطق متفرقة من الضفة، إذ اقتحمت قوات الاحتلال مدن طولكرم ورام الله وجنين واعتقلت عدداً من الفلسطينيين.

«أونروا».. البحث عن ضحية
جهود إسرائيلية تبذل دولياً لصنع ضحية ضعيفة، يمكن تحميلها جزئياً بعض أحمال الإخفاقات الإسرائيلية، إذ أصغت عدة دول في المحور الأميركي لأوامر واشنطن، وأعلنت تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، هذا إلى جانب الهجمات الإسرائيلية المكثفة على المنظمة الدولية واعتبارها من المشكلات التي يجب التخلص منها، فقد قال ما يسمى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: إن «أونروا جزء من المشكلة وجزء من البنية التحتية الإرهابية للمقاومة الفلسطينية في غزة»، مؤكدا أن كيانه يعمل بنشاط على إزالة «أونروا» من غزة.
الانجرار خلف الرواية الإسرائيلية أوجد تناقضات في محور واشنطن غير فعالة عملياً، لكن يبقى للكلمة بعض الأثر في زمن الحروب، فالكلمة جاءت على لسان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الذي قال في منشور على منصة «إكس»: إن وكالة «أونروا» تمثل شريان حياة بالغ الأهمية لملايين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع الكارثي وتفشّي الأمراض، مطالباً بإجراء تحقيق مستقل في الادعاءات الإسرائيلية.

التناقض بين بايدن ونتنياهو «لا يفسد للودّ قضية».. إقرار المليارات إلى «إسرائيل»

رغم ما يرشح من تسريبات عن تناقض بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلا أن بايدن يواصل دعم الكيان الإسرائيلي ويقاتل عنه في المنطقة، رغم وصف بايدن، نتنياهو في محادثات مغلقة بأنه «رجل سيىء ومجنون»، حسب موقع «بوليتيكو» الأميركي.
والدعم الأميركي هذا متواصل لإسرائيل، رغم تحسب بايدن وقلقه من سعي نتنياهو إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، ما سيضمن تدفق الأسلحة والجنود الأميركيين في هذه العملية، ويدخل واشنطن في حرب يبدو أنها لا تريدها مع عدة جبهات مفتوحة ضدها، وضد نفوذها من أوكرانيا مروراً بالشرق الأوسط وصولاً إلى تايوان، وهو -أي بايدن- على مقربة من انتخابات مفصلية قد تأخذ أميركا إلى الانعزالية والتقوقع الطوعي، كما يرى الأمور أو يبثها أعداء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

سعي واشنطن لانتشال «إسرائيل» من العجز يورطها في المنطقة الغاضبة من وجودها فيه
وبسبب سعي الولايات المتحدة الأميركية لانتشال الكيان الإسرائيلي من العجز والورطة التي دخلها في غزة لأهداف شخصية تخص رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يتجه الإقليم أكثر باتجاه الحرب، وبذلك تورط واشنطن نفسها في المنطقة الغاضبة أصلاً على وجود قواعد لها في بقاع جغرافية لا تكنّ الود لأميركا، وقد تجلى الدعم الأميركي الكبير لـ«إسرائيل» أيضاً، في التنافس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لدعم الكيان، إذ أصدر مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الإثنين، مشروع قانون بشأن أمن الحدود والمساعدات لأوكرانيا ولـ”إسرائيل”، يتضمن ميزانية بإجمالي 118 مليار دولار.
وحسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية، فقد تقرر منح 14.1 مليار دولار لـ«إسرائيل»، وأيضاً حصة إضافية لـ«إسرائيل» غير مباشرة وذلك برصد المجلس 2.44 مليار دولار للعمليات الأميركية المتعلقة بالصراع في البحر الأحمر، والضربات الموجهة للمقاومة اليمنية، التي تدعم غزة بإعاقة وصول التمويل والأسلحة عبر البحر الأحمر إلى الكيان الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار