(إسرائيل) في القفص لتواجه محاكمتها في جريمة الإبادة الجماعية.. أعلى محكمة وأرفع سلطة قضائية في الأمم المتحدة، تقول إنها وجدت عناصر وعوامل إبادة جماعية ضد الفلسطينيين فيما تفعله (إسرائيل) في حربها ضد غزة. وتصدر المحكمة أمرها بإجراءات احترازية، تأمر (إسرائيل) بتنفيذها لتوقف الإبادة الجماعية وتمنعها، ريثما تصدر حكمها النهائي، وعقابها على هذه الجريمة البشعة.
دولة جنوب إفريقيا التي عانى شعبها من التمييز العنصري والإبادة الجماعية، سبقت العالم بالوقوف مع الفلسطينيين، والادعاء على (إسرائيل) في جريمة الإبادة الجماعية، وكانت حكيمة وخبيرة في معركتها القضائية. حيث أنها ركزت في طلبها إلى المحكمة، على ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية لوقف الإبادة الجماعية، ريثما تتخذ المحكمة قرارها النهائي في معاقبة (إسرائيل) المجرمة.
دولة جنوب إفريقيا، لأنها تعرف أن الوصول إلى قرار العقوبة يستلزم وقتاً يمتد سنوات، سارعت بالتركيز على الطلب بالإجراءات الاحترازية، كمعالجة لمسألة الوقت، الأمر الذي غاب عن تناول جميع المحللين والمعلقين. والذي نبهتنا له دبلوماسية سورية نابهة.
وبالفعل نجحت دولة جنوب إفريقيا، وحصلت من محكمة العدل الدولية على الأوامر القضائية التي تلزم (إسرائيل) بعدم اتخاذ أي إجراء يصب في حصول إبادة جماعية، ومع أن المحكمة لم تأمر بوقف فوري لإطلاق النار، إلا أنها في الأوامر التي أصدرتها لـ(إسرائيل) تضمنت كل ما يؤدي إلى وقف هذا العدوان وتقييده.
معظم دول العالم رحبت وأيدت قرار محكمة العدل الدولية ضد (إسرائيل)، حتى الاتحاد الأوروبي أعلن ضرورة تنفيذ الأوامر القضائية، لكن أمريكا أعلنت فور صدور الحكم، أن اتهام (إسرائيل) بجريمة الإبادة الجماعية (كاذب)، الأمر الذي يجعل لهجة البيت الأبيض متساوقة ومتناغمة مع لهجة نتنياهو، الذي يعدّ اتهام الاحتلال الإسرائيلي بالإبادة الجماعية (ليس كذباً فقط بل عار أيضاً). واتضح مما صدر عن واشنطن وتل أبيب، أنهما كالعادة لا تحترمان القرارات الدولية. وستستمران في منهجهما العدواني الاستيطاني الصهيوني. المرتكز في حقيقته على الإبادة الجماعية. وبالفعل قامت (إسرائيل) في اليوم التالي لحكم المحكمة بتصعيد عدوانها على خان يونس من ثلاث جهات. وهذا منتهى الوقاحة الصهيونية الهمجية حتى تجاه الأحكام القضائية من أعلى سلطة قضائية دولية.
قرار محكمة العدل الدولية مهم جداً، لأنه يوثق حقيقة ما تقوم به (إسرائيل)، باعتباره (إبادة جماعية)، ولأنه بأوامره الاحترازية، سيضيف إلى الممارسات الإسرائيلية جريمة إضافية، هي جريمة مخالفة هذه الأوامر باستمرارها بالحرب العدوانية على غزة، كما أعلن قادة العدو بعد قرار المحكمة، كما استمر الجيش الصهيوني بارتكاب جرائمه المؤدية للإبادة الجماعية في خان يونس.