خدمات منسية في حي التضامن وما من مجيب!

دمشق- إلهام عثمان:
لم تعَدُّ الحدائق في حي التضامن مسبق الصنع، رئة المدينة التي تنقي أشجارها وأزهارها الجو كما نظن، بل باتت شاحبة لا يلونها أي من مسببات الحياة، بسبب إهمالها وربما النسيان الذي طالها سواء بسبب الأزمة، أو بسبب خروجها من خريطة الحسبان، أو ربما عدم تخصيص جزء من الموازنة لإعادة إحيائها من جديد، ورغم دمار جزء من منطقة حي التضامن بفعل الارهاب، إلا أن الجزء الأكبر أصبح مأهولاً بالسكان منذ أكثر من ٣ سنوات بدءاً من «شارع أبو ترابة» مروراً بمحيط حديقة الزبير وصولاً إلى شارع الفارسي ومحيط جامع الزبير.. وهنا بالذات الخدمات متردية.

الحدائق العامة
أما الحدائق في حي التضامن فلم تعد ملجأ للهاربين من برودة منازلهم، لينعموا بالقليل من أشعة الشمس الهاربة في الشتاء، ووفق رأي (العم أبو شادي) الذي يبلغ من العمر ٨٧ عاماً، والذي بيّن لـ”تشرين” أنه يرتاد حديقة الزبير المجاورة لمنزله المعتم كل يوم منذ ٢٣ عاماً، ويشدد على أن الحديقة قبل الحرب التي شنت على بلدنا كانت تتميز بأشجارها وأزهارها، وكانت تتلقى عناية تامة كغيرها من حدائق المنطقة، سواء في النظافة أم زراعة الزهور والشجيرات أو الإضاءة، مضيفاً: لم أكن أشعر بعتمة ورطوبة منزلي بسبب قضاء وقت لا بأس فيه بالحديقة لأتنعم بأشعة الشمس التي قد تخفف من آلام الروماتيزم لدي.

سوق الخضار
كما يعاني أهالي حي التضامن من عدم توفر سوق خضار خاص بهم، كغيرهم من المناطق المجاورة مثل سوق خضار الزاهرة ودف الشوك، وعلى الرغم من توفر المحال التجارية الخاصة بالخضار والفواكه، إلا أنه من الضروري توفر سوق يخدم المنطقة ويغذيها لكونه حسب الشائع أن الأسواق تكون أسعار سلعها أقل من المحال التجارية.
(أم جود) أكدت لـ” تشرين” أنها تعاني من إعاقة مستدامة منذ الطفولة، ورغم ذلك فهي تمشي مسافة مضاعفة قياساً إلى الأشخاص السليمين، بغية الوصول إلى سوق الخضار في المنطقة المجاورة لسكنها أي”سوق الزاهرة “، وتقول: رغم وجود محل خضار قريب من سكني، إلا أنني أفضل أن أوفر لأولادي الضعف الذي سأدفعه للمحل القريب، من فرق في الأسعار في كل كيلو وهو ما يزيد على ١٥٠٠ ليرة إن لم نقل أكثر، في سبيل إعداد وجبة بسيطة لأطفالي.
وتعود لتؤكد أنه وللأسف مع عدم توفر سوق يخدم المنطقة، فإن ذلك يرغمني ويرغم غيري من كبار السن ممن لا تتوافر لديهم القدرة المالية أو من ليس له معيل، على أن نقطع مسافة طويلة بهدف توفير بعض الفروقات بالأسعار.
في حين أكد (المهندس وسيم) أن حي التضامن رغم صغر مساحته إلا أنه مكتظ بالسكان، لكن حبذا لو تم استغلال المساحات الكبيرة والفارغة فيه وتجهيزها بسوق يخدم ويغذي المنطقة، ويفضل أن يكون قريباً من بنايات مسبق الصنع لكونها تعد المنطقة الوسطى في حي التضامن.
في حين أشار (أبو فوزي) ٥١ عاماً، وهو سائق عربة متنقلة “على باب الله” ويعمل لساعات طويلة، إلى أنه يجر عربته بشق الأنفس، فهو لا يكاد ينتبه للحفرة الأولى حتى يسقط في الثانية حسب رأيه، فالحفريات في الطرقات كثيرة، وخاصة في المنطقة الممتدة بين جامعي الفارسي والزبير، ويقول: في فترات متقاربة جداً أضطر لتغيير دواليب العربة بسبب تلك الحفريات الكثيرة.

النظافة
واشتكى وانتقد بعض الأهالي في حديثهم لـ” تشرين”، من تدني وسوء الخدمات في حي التضامن، من حيث قلة حاويات القمامة بما يناسب ويكفي للمنطقة، وعدم توفر عمال نظافة وإن وُجد بعضهم فعددهم قليل، وحسب رأي المواطن (أبو الليث) الذي يقطن في محيط حديقة الزبير، فإن القمامة مبعثرة هنا وهناك، ولا يوجد عمال نظافة يقومون بتنظيف الشوارع، فيضطر الأهالي لتنظيف حارتهم بأنفسهم، وما يزيد الطين بلة الحفريات الكثيرة التي تفوق الخيال، على حد قوله.
كذلك (أم مظهر)، التي تسكن في إحدى تفريعات “شارع الفارسي” في حي التضامن، تقول: إن هناك قمامة في معظم الطرقات وزواياها، وهي تقطع مسافة لا بأس بها باحثة عن حاوية للتخلص من قمامتها، مشيرة إلى أن بعض المهملين من السكان وتحت ذريعة عدم وجود حاويات في الشوارع يقومون برمي القمامة هنا وهناك.. وبسبب عدم رؤيتي أحداً من عاملي النظافة أقوم بالتنظيف أمام منزلي وعلى امتداد شارعي رغم أنني مريضة ربو.

محاولات عقيمة
“تشرين” تواصلت منذ قرابة الشهر مع بلدية الميدان التابعة لها منطقة حي التضامن مسبق الصنع، للاستفسار عن إمكانية إيجاد حلول لإنشاء سوق خاص بمنطقة التضامن مسبق الصنع، وإعادة العناية بالحدائق العامة، وتعبيد الطرقات المملوءة بالحفريات، ومعالجة موضوع شبكة الاتصالات وغيرها من البنى التحتية المهملة، والمشكلات المتعلقة بخدمات التنظيف في المنطقة، ومعرفة السبب وراء هذا الإهمال؟ وهل هناك حلول مطروحة جديدة أو مستقبلية، فكان الرد بأنهم غير مخولين بإعطاء تصريحات إلا عن طريق محافظة دمشق.. وعند التواصل مع المحافظة لم تتم إجابتنا.. إلا فيما يخص إنشاء سوق خضار خاص بحي التضامن، حيث بينت المحافظة أنه يتم تجهيز سوق خضار قديم مقابل مدرسة إسكندرون، وتم منح ٥٠ رخصة للبسطات. وعند سؤال «تشرين» بأن السوق الذي يتم تجهيزه قريب جداً من سوق الزاهرة، ومازالت المسافة بعيدة، أي إن المشكلة ما زالت قائمة، وأنه عوضاً عن إعادة إصلاح السوق القديم لمَ لا يتم استغلال مساحة ما كبيرة في منتصف حي التضامن لسهولة وصول جميع السكان إليها، وكان الرد بأن المحافظة ليس لديها أي من العقارات التابعة لها هناك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار