العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠
تشرين- وصال سلوم:
ثمانون عاماً مرت على ولادة أولى العلاقات السورية- الروسية، لكنها استطاعت أن تكون وتحقق في كل ميلاد سنوي لها ازدهاراً وتميزاً يزيدانها نمواً وإصراراً لتكون الأجندة السنوية في كل عام احتفالي لذكراها أجندة توازي الحالة النهج الرئيس لعنوان الصداقة المستدامة بين البلدين.
وعن أبرز العناوين وكبرى المحاور التي تخص علاقات البلدين تحدث رئيس رابطة خريجي الجامعات الروسية ومستشار المركز الثقافي الروسي علي الأحمد لـ«تشرين»، قائلاً: للحديث عن العلاقات السورية – الروسية بلاغة خالصة، خاصة عندما نتحدث عن ثمانين عاماً مرت على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والمميز في هذه العلاقات منذ بدايتها أن الاتحاد السوفييتي يومها كان في مواجهة السياسات الغربية، وكان الدولة الأهم التي تدعم حركات التحرر الوطنية، ويومها كانت أغلب الدول في حالة استعمار غربي، لذلك كانت العلاقات بين البلدين تتخذ معنى نبيلاً لا يقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي فقط، وإنما تخطاه ليكون في المحصلة دعماً اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً.. وسورية كانت من أهم الدول التي حاربت الاحتلال، فكانت مع الاتحاد السوفييتي في سياسته لنبذ الاستعمار الغربي ودعم حركات التحرر الوطنية.
علاقات تاريخية
وتابع الأحمد: لم يكن الدعم الروسي محصوراً بسنة معينة، بل كان نهجا حقيقياً في زمن الاتحاد السوفييتي ثم روسيا الاتحادية، فسورية وبعد نكسة الـ٦٧ استطاعت بمساندة روسية تحقيق نصر ١٩٧٣ في حرب تشرين التحريرية وكانت المقدرات العسكرية من صواريخ وطيران ومدفعية كلها سلاح روسي، مشيراً إلى أن الدعم الروسي تجلى من خلال الأمن الغذائي، فكان سد الفرات وبحيرة الأسد نموذجاً للتعاون المشترك بين دمشق وموسكو، وقد بنت سورية أكثر من ٢٢٠ سداً بأحجام مختلفة بأياد سورية وكفاءات سورية والمدرسة كانت سوفيتية، وتعدت أوجه التعاون حتى شملت شبكات الطرق المختلفة وخاصة السكك الحديدية والمرافئ البحرية والجوية.
وأضاف الأحمد: العلاقات السورية – الروسية بدأت واستمرت حتى اليوم، وعندما اجتمع العالم على سورية في الحرب الأخيرة هبت روسيا للوقوف في صف الدولة السورية منذ اللحظة الأولى لما يسمى «الربيع العربي»، حيث أدركت روسيا أنه لا هو ربيع ولا هو عربي وإنما خريف غربي للمنطقة، خسر فيه الغرب في سورية، مؤكداً أن الدعم الروسي لسورية لم يكن لمواجهة العصابات الإرهابية فقط، بل كان أيضاً محاولة لفك الحصار الاقتصادي على سورية بكل أشكال الدعم المتاح وغير المتاح.
العلاقات الثقافية الروسية
وأشار الأحمد إلى أن الأكاديميات الروسية تخرّج فيها العديد من الأطباء والمهندسين والخبراء في مختلف الوظائف، وكذلك الفنانين فلا يمكن الحديث عن الدراما السورية من دون ذكر التعاون الثقافي بين البلدين والذي خرّج أسماء فنية كبيرة في المسرح والسينما والموسيقا، موضحاً أن لروسيا ٨٩ مركزاً ثقافياً منتشراً في العالم، إلا أن المركز الثقافي الروسي في سورية يتمتع بأولوية خاصة، حيث تحصل سورية على أكثر من ١٠٠٠ منحة طلابية سنوياً من هيئة التميز والإبداع، ومن البحوث العلمية والجامعات السورية لدراسة الطب والهندسة والتكنولوجيا، والبرمجيات وكل العلوم المتقدمة، لرفد المؤسسات السورية بالعلماء والمختصين، لتعويض النقص الحاصل بالكادر العلمي نتيجة الحرب وتداعياتها، إضافة إلى الدورات التي يقوم بها المركز الثقافي الروسي، واستقدام كبرى الفرق الروسية إلى دار الأوبرا بالتعاون مع وزارة الثقافة لتقديم حفلاتها على خشبة الدار السورية العظيمة.
وتابع الأحمد: من المعروف أن روسيا وفرقها فتحت الطريق أمام بقية الفرق العالمية منذ عام ٢٠١٩ حتى اليوم، والمعارض أيضاً التي يستقدمها المركز الثقافي الروسي لعرض اللوحات والأيقونات وزيارة كبار الفنانين، حيث كانت زيارة الفنان الروسي في نفخ الزجاج «يوري لينشين» باعتبار سورية الأولى في تاريخ البشرية بصناعة الزجاج، مع أنه للأسف في مرحلة اندثار اليوم، لذلك كان لزيارة الفنان العالمي لينشن معنى خاص لتحريض العودة والعمل على هذا المشروع الأثري.
وختم الأحمد حديثه لـ«تشرين» بالقول: إن العلاقات السورية – الروسية لم ولن تقتصر على التعاون العسكري والاقتصادي، بل شملت مدارس الاقتصاد والهندسة والنانو التكنولوجي والبرمحيات لخدمة المجتمع السوري واستعادة عافيته، والمركز الثقافي الروسي يعمل على هذا الموضوع كممثل لروسيا.
واليوم هناك محصلة عمرها ٨٠ عاماً، لكنها حصيلة مكثفة لن نحصرها مهما تحدثنا عنها وذلك لغنى العلاقات السورية – الروسية التي نحن اليوم نحتفل بها.