وقفت صنعاء وقفة أبية إلى جانب أهالي غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من العدو الصهيوني، وكان سبيلهم إلى ذلك التصدي للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وهو عمل بطولي هز الكيان الصهيوني الذي لم يكن يحسب لهذا الأمر أي حساب.
ومن حيث لا يدري فتحت بوجه العدو الاسرائيلي جبهة جديدة لأول مرة وهي جبهة البحر الأحمر، ولم ينفعه دعم الأساطيل الاميركية التي وجدت أنها مُهددة من القوات البحرية اليمنية التي تملك قوة فاعلة على امتداد مياهها في البحر الأحمر.
لقد فوجئ العدو الصهيوني بفتح جبهة البحر الأحمر من المقاومة اليمنية «أنصار الله» في اليمن وأضحت قواته البحرية أهدافاً للقوات اليمنية الأمر الذي أقلق العدو ووضعه أمام حسابات جديدة ما كان يظن يوماً أن مثل هذه الجبهة ستفتح بوجهه.
مما لا شك فيه أن فتح جبهة اليمن أعطى مؤشراً إضافياً على أن حرب غزة هي حرب كل العرب مع العدو الصهيوني الذي ظن أنه يمكن أن يستفرد بغزة ويستبيحها حتى النهاية وحتى الآن لم يستطع هذا العدو أن يُسجل أي انتصار، اللهم سوى قتل الأطفال والنساء بالآلاف وهذا ستكون عاقبته وخيمة على الكيان الإسرائيلي الذي سيدفع ثمناً باهظاً.
يبدو أن نتنياهو وجد في حرب غزة ضالته المنشودة في الهروب من محاسبته على جرائمه وعزله ومحاكمته وهذا الأمر سيؤجل من عزله ولكن لن ينهي قضيته فقد تتأجل محاكمته إلى حين ولذلك نراه يبالغ في إجرامه وعدوانه على أهالي غزة ويرتكب مجازر ضد النساء والأطفال ويوسع من اعتداء قواته لتطول كل أراضي غزة وما حولها.
وقوف صنعاء مع غزة ميدانياً يعزز وحدة الأمة تجاه الخطر الداهم ولا يستطيع الكيان الإسرائيلي أن يزعم بأن عدوانه الغاشم لم يواجه عربياً وأنه يتصرف من دون رد فعل من الدول العربية التي تساند أهل غزة في وجه الغزو الاسرائيلي ووحشيته التي فاقت التصور، فقد فاق عدد الضحايا من الأطفال العشرة آلاف ومثلهم من النساء وحان الوقت لمواجهة هذه الوحشية التي تسعى إلى إفناء شعب بكامله.