ما بعد الهدنة..

بعد دمار كبير وبعد عشرات آلاف القتلى والجرحى توقفت حرب غزة بهدن قصيرة ومن غير المعروف كيف ستنتهي هذه الحرب ولكن على غير ما أرادت حكومة نتنياهو، فقد توقفت الحرب فيما كانت الحكومة الإسرائيلية تعلن أن الحرب مستمرة، وأنها لن تنتهي ولن تتوقف إلا بنهاية المقاومة الفلسطينية وهذا لم يحصل، فالمقاومة باقية وتقف بوجه العدو الصهيوني وتكبده الخسائر.
وسواء قبل الكيان الإسرائيلي بهدن طويلة أم قصيرة، فإن المقاومة جاهزة ويدها على الزناد ولن تتراجع أمامه، ولقد أثبتت أنها هي التي تفرض شروط المعركة، وليس كيان العدو الذي فوجئ بالمعركة زماناً ومكاناً، وحاول أن يعوض هزيمته بمزيد من جرائم القتل للأطفال والنساء وهدم المنازل وتدمير أحياء بكاملها وإلحاق الدمار بأكثر من نصف مساكن غزة.
لقد مُني كيان العدو بأكبر هزيمة في تاريخه، صحيح أن هناك ضحايا كثيرين، وأن وحشية العدو فاقت كل تصور، لكنه لم يستطع أن يحقق أي إنجاز، سوى قتل مزيد من الأطفال والنساء، وما وعد به من استمرار المعارك وعدم توقفها حتى تدمير المقاومة كلياً لم يستطع تنفيذه، فأرغم على القبول بالأمر الواقع ووقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام ثم تم قبوله بيومين، وقد يتمدد القبول مدة أخرى.
هذا يعني فشل العدو الإسرائيلي في تدمير المقاومة، وكذلك بقاؤها مقاومة عنيدة في وجه الكيان الصهيوني لم يستطع هذا الكيان أن يزحزحها ومهما فعل فلن يجعلها تتراجع عن حقها في التحرير، وبذلك بقيت المقاومة تخوض معركة تحرير الأرض فيما كان العدو الغاصب يحلم باقتلاعها.
ما بعد الهدنة سيكون مختلفاً عما قبلها، فالعدو أصبح أضعف من قبل، ولم يعد يملك الإمكانات السابقة، وعلى الرغم من الدعم الأميركي الكبير فإنه لم يعد بمقدوره مواجهة قوة المقاومة التي امتلكت خبرات هائلة خلال السنوات الماضية، فيما فقد العدو الكثير من الإمكانيات في المعارك السابقة، ولذا فالمواجهة القادمة ستكون حاسمة لمصلحة المقاومة بالتأكيد.
تراجع العدو أمام المقاومة لا تخطئه العين المجردة، فالحسم لم يعد بيد قوى العدوان بعد أن أضحت المقاومة تحرز النصر بعد الآخر، إرادة التضحية تفوقت على ما عداها، فمعركة طوفان الأقصى سطرت تفوقاً في امتلاك زمام المبادرة وسجلت انتصاراً تاريخياً كبيراً في خضم الصراع العربي الصهيوني.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار