الصين تدعو المجتمع الدولي إلى التصدي للعقوبات الأحادية الجانب ورفض سياسة تشكيل الكتل المتصارعة

دعا رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، اليوم، المجتمع الدولي إلى التصدي للعقوبات الأحادية الجانب، ورفض سياسة تشكيل الكتل المتصارعة، وشدد رئيس الوزراء الصيني في كلمة بمناسبة حفل افتتاح منتدى منطقة بواو الآسيوية، على «ضرورة دعم المبادرة العالمية الصينية في مجال الأمن، ومقاومة إساءة استخدام العقوبات الأحادية، ومحاولات تطبيق ونشر التشريعات الوطنية خارج الحدود». كذلك أكد لي تشيانغ رفض بلاده سياسة الكتل المتصارعة، عندما يتعلق الأمر بالاختيار بين هذا الطرف أو ذاك.
وأوضح رئيس الحكومة أن بكين تؤيد الوسائل السلمية لحل النزاعات بين الدول، وأضاف: «نحن بحاجة إلى العمل معاً وتعزيز التضامن للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين»، ولفت المسؤول الصيني إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي السعي والعمل معاً من أجل تعزيز التنمية العالمية بشكل جماعي.
وفي السياق نفسه كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى بذريعة ما يسمى الديمقراطية، وطالبت المتحدثة في إفادة صحفية قبل يومين، واشنطن بوقف تدخلها في شؤون الدول بحجة الديمقراطية، وتابعت ماو نينغ: «لقد صرحت الصين مراراً وتكراراً موقفها بشأن ما يسمى «قمة الديمقراطية»، فيما تتجاهل الولايات المتحدة أوجه القصور لديها، وتعقد مرة أخرى ما يسمى «قمة الديمقراطية» تحت شعار الديمقراطية المفترضة، وتنسج بشكل علني خطوطاً أيديولوجية، تدفع نحو الانقسام في العالم، وتدوس روح الديمقراطية».
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الصينية إلى أن «عالم اليوم لا يحتاج إلى إيجاد انقسامات باسم الديمقراطية وتعزيز سياسة العمل من جانب واحد، وإنما إلى تعزيز التضامن والتعاون على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والدعوة إلى التعددية الحقيقية».
وشددت الدبلوماسية على أن عالم اليوم «لا يحتاج إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بذريعة الديمقراطية الزائفة، بل يحتاج إلى تطبيق الديمقراطية الحقيقية، ورفض الديمقراطية الزائفة، وإلى تعزيز دمقرطة العلاقات الدولية».
كذلك أشارت إلى أن ما يحتاجه عالم اليوم «ليس ما يسمى «قمة الديمقراطية» التي تسبب المواجهة، بل التضامن والتعاون اللذان يمكن أن يحلا بالفعل المشكلات التي تواجه المجتمع الدولي»، وحثت ماو نينغ الولايات المتحدة على الكف عن توجيه الاتهامات إلى الدول الأخرى والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت راية ما يسمى الديمقراطية.
وفي سياق المواقف المتقاربة إزاء واشنطن، كانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد وصفت «قمة الديمقراطية» التي تعقدها الولايات المتحدة الأمريكية افتراضياً بأنها «مسرحية غير لائقة»، وأعربت عن أسفها لمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فيها.
وقالت زاخاروفا في بيان لها: إن موسكو «تأسف لمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في (قمة الديمقراطية)، وهي مسرحية غير لائقة»، مضيفة في تعليق على موقع وزارة الخارجية الروسية: إن قرار الأمين العام المشاركة في هذه المسرحية غير اللائقة هو أمر مؤسف للغاية، وأضافت زاخاروفا: إن هذا الحدث الدولي، على غرار الحدث الذي عقد في 2021، هو المحاولة الثانية من الإدارة الأمريكية لعقد مؤتمر لتشكيل تحالف من «الدول الديمقراطية» كما يطلقون عليها في واشنطن، وتابعت: «نحن نعتبر أن ادعاء القيادة في تعزيز القيم الديمقراطية على نطاق عالمي هو قمة النفاق من جانب السلطات الأمريكية في ظل ظروف لا يمكن حتى وصف سمعتها في هذا المجال بأنها مشكوك فيها فحسب، فقد تم تدميرها بالكامل».
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية: إن القمم الديمقراطية هي مظهر من مظاهر الممارسات الاستعمارية الجديدة في السياسة الخارجية الأمريكية، وخلف الجهود المبذولة لتنظيمها وعقدها تقف الرغبة في تحديث وإضفاء الشرعية على الأدوات الأمريكية للرقابة والتدخل الخارجيين من الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وقالت زاخاروفا: إن ذلك بمنزلة «إجبار للجميع على النظر إلى العالم من خلال عدسة النظام القائم على القواعد والذي يتم الترويج له لخدمة المصالح العالمية لواشنطن، وشددت زاخاروفا على أن موسكو تعارض بحزم «الديمقراطية» في التفسير الأمريكي الذي يتم فرضه باعتباره «المقياس الوحيد للأشياء»، والذي لا جدال فيه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار