ورطة نتنياهو!

بعد الصعود الصاروخي لبنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة اجتاحت الكيان الصهيوني مظاهرات واحتجاجات بعشرات الآلاف تندد بنتنياهو وخطته لتمرير تعديلات على قانون السلطة القضائية من أجل ألّا تطوله العقوبات على تجاوزاته وزوجته عندما كان رئيساً للوزراء في السنوات الماضية ووصلت المظاهرات إلى محاصرة منزل نتنياهو ومطالبته بالاستقالة من رئاسة الوزراء.
وهذا ما جعل نتنياهو يضطر مرغماً إلى تأجيل طرح موضوع التعديلات على قانون السلطة القضائية مؤقتاً لامتصاص نقمة الشارع واعتراض الأحزاب السياسية وقام بالاتصال بالرئيس الأمريكي جو بايدن لإعلامه بعد أن كان أبدى اعتراضه على التعديلات على القانون وباتت الآن أمام نتنياهو معركة جديدة لإقناع المعترضين على التعديلات وهم أكثرية في الكيان المحتل، في الوقت نفسه هو مضطر إلى هذه التعديلات وإلّا سيتعرض للمساءلة عن ارتكاباته وارتكابات زوجته في الفترة السابقة لأن هذه الارتكابات لم تسقط ولا تزال القضايا تلاحقه وهنا مأزقه الشائك والزلزال الذي يحيط بفترة حكمه كلها.
وإذا ما استمر نتنياهو في عناده وأصرّ على التعديلات فربما يزيد من الانقسامات داخل الكيان الصهيوني وتزداد احتمالات الوصول إلى حرب داخلية ظهرت بوادرها في الأيام القليلة الماضية قبل أن يرغم نتنياهو على تأجيل طرحها على وقع المظاهرات والاحتجاجات الصاخبة التي هزت كيان الاحتلال بشدة وعمق وربما لأول مرة في تاريخه وحشرت نتنياهو وحزبه في الزاوية وفاقم في الأزمة أيضاً تقديم وزير حربه استقالته وتهديد وزراء آخرين بالاستقالة.
في كل الأحوال ترك طرح التعديلات على الاستفتاء والاحتجاجات العارمة ضدها انقسامات كبيرة في كيان العدو وجعل الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات وجعلت الخيارات أمام نتنياهو محدودة فلا هو قادر على التراجع عن التعديلات لأنه سيتعرض لتطبيق القانون عليه وعلى زوجته، ولا هو يستطيع تمرير هذه التعديلات حتى لو أجّل طرحها مرات عديدة، فالرفض العارم لها كبير جداً أظهرته الأيام الأخيرة التي هزت الكيان الإسرائيلي بما يشبه الزلزال، والاحتمال الوارد في ضوء ذلك ربما الذهاب إلى العدوان على غزة أو جنوب لبنان كما حصل في مرات سابقة وذلك لشد الداخل الإسرائيلي وصرف الأنظار عن المعارضات الشديدة للتعديلات لكن ذلك دونه عقبات كبيرة ومحفوف بالمخاطر التي أولها وليس آخرها احتمال كبير بالهزيمة النكراء لجيش الاحتلال ما يضيف أزمة وجود لكيان العدو الذي لم يعد يعربد كما يريد في المنطقة، فالمعادلات تغيرت واختلفت عما مضى.
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار