كيف تتنبأ الحيوانات بالهزّات والزلازل قبل حدوثها؟

تشرين
يودّ علماء الزلازل أن يكون لديهم نظام إنذار مبكّر لتوقيت حدوث الهزات والزلازل حول العالم، فهل تكون الحيوانات هي الحل؟
وطوال عدة قرون، تحدّث الناس عن سلوك «غير عادي» للحيوانات قبيل الأحداث الزلزالية: الكلاب تنبح باستمرار، والأبقار توقف درّ حليبها، والضفادع تقفز من البرك. وحاول عدد من الباحثين إثبات وجود ارتباط بين حدوث الزلازل وسلوك الحيوانات.
وعند حدوث أي هزّة أو زلزال حول العالم، يعود التساؤل بشأن الحواسّ التي تمتلكها الحيوانات، وعمّا إذا كانت تستشعر الكوارث الطبيعية قبل الإنسان فعلاً، ولاسيّما أن بعض الناس يؤكّد أن الحيوانات المنزلية، التي تعيش في البيوت، تستشعر أي كارثة قبل وقوعها بثوانٍ أو دقائق.
دراسات عديدة بحثت عن إجابة لكن أغلبية هذه الدراسات ومحاولات الحصول على جواب، اعتمدت، إلى حدٍّ كبير، على الأدلة القصصية والملاحظات الفردية، وفقاً لمراجعة جمعية علم الزلازل الأميركية عام 2018، والتي فحصت 180 دراسة سابقة.
لكن دراسة أميركية حديثة أظهرت أن للحيوانات «قدرة خارقة» على استشعار الزلازل قبل وقوعها، وأنه يمكن الاستعانة بها إلى جانب شبكات الرصد الأخرى للكشف المبكر عن الزلازل.
وأكّد علماء قدرة الحيوانات البرية على التنبؤ بالزلازل قبل بضعة أسابيع من وقوعها، الأمر الذي قد يتيح الاستعانة بالكاميرات التي ترصد السكنات والحركات للحيوانات في الدول المعرّضة بصورة متكررة للهزات الأرضية.
وسجّل العلماء، من خلال سلسلة من الكاميرات التي تم تثبيتها في منطقة البيرو في حوض نهر الأمازون، التغيرات التي تطرأ على سلوك الحيوانات قبل ثلاثة أسابيع من وقوع زلزال، بلغت شدته 7 درجات، وضرب المنطقة عام 2011.
وأشارت الدراسة، إلى أن الحيوانات يمكن أن تساعدنا على فهم التغيرات الدقيقة، والتي تسبق الزلازل الكبرى، من خلال الاستعانة بقدرتها الخارقة على استشعار البيئة من حولها.
يشار إلى أن باحثين في معهد “ماكس بلانك” لسلوك الحيوان الألماني، تمكنوا في دراسة لهم، من قياس النشاط المتزايد بدقة في مجموعة من الحيوانات الأليفة قبل النشاط الزلزالي، وأكدوا أن النتائج، التي توصّلوا إليها، هي خطوة مهمة في هذا الخصوص، إذ إن الحيوانات الأليفة بدت كأنها تتوقع الهزات في أي مكان، خلال فترة تتراوح بين ساعة و 20 ساعة، قبل حدوث أي زلزال.
وتؤكد الدراسة أنه، في الأيام التي تسبق وقوع الزلزال، تضغط الصفائح التكتونية المتغيرة على الصخور على طول خط الصدع, وهذا التحول وهذا التغير في الصفائح التكتونية تستشعرهما الحيوانات، حسبما خلص إليه الباحثون، لكنهم ما زالوا يرون أنها خطوة أولى جيدة نحو مزيد من الدراسات الأكثر دقة في المستقبل، والتي قد تثبت أن الحيوانات تشعر بالهزات والزلازل قبل وقوعها فعلاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار