بعد تراجع مساحات القطن والشوندر إلى أقل من 10 بالمئة.. القمح يدخل بمرحلة الخطر

تشرين – علي شاهر أحمد:
بعد التراجع الكبير بالمساحات المزروعة بالقطن والشوندر السكري والتي انخفضت إلى أقل من 10 % عما كانت قبل الحرب وصل خطر هذا التحول إلى محصول القمح بعد أن وصلت تكلفة إنتاج كيلو القمح إلى 3250 ليرة بينما التسعيرة المعتمدة للكيلو 2000 ليرة فما هي حقيقة ظروف زراعة القمح في محافظة حماة؟.
قبل الحرب على سورية كانت المساحات التي تزرع بالشوندر السكري تتجاوز 12 ألف هكتار وكان إنتاجها بحدود 500 ألف طن وبما يشكل 50 % حتى 60 % من إنتاج الشوندر السكري في سورية وكذلك كانت مساحات القطن تتجاوز 16 ألف هكتار وكان إنتاجها يتجاوز 100 ألف طن واليوم تراجع إنتاج الشوندر الى 59 الف طن والقطن الى 387 طناً.
وبوقفة سريعة عند تفاصيل زراعة القمح تظهر مصلحة حكومية في التوسع بزراعة القمح كونه المحصول الإستراتيجي الأول في تحقيق الأمن الغذائي و بالطرف الآخر مزارعي القمح المحبطين الذين أرهقتهم تكاليف الإنتاج المرتفعة و التي فاقت قيمة الإنتاج… إنها قضية تحتاج إلى إنصاف الطرفين قبل أن يبدأ التحول عن زراعة القمح والتوجه إلى زراعة محاصيل بديلة كما حصل بمحصولي القطن والشوندر.
هذا وقد بلغت المساحات المزروعة بالقمح بالموسم الزراعي الحالي 100 ألف هكتار وتم تقديم كامل الاحتياج من البذار لهذه المساحة وما يقارب نصف الاحتياج السمادي بقروض ميسرة من المصرف الزراعي و 15 %  من المحروقات اللازمة (مازوت) للإنتاج و تعادل هذه القروض 35 % من كلفة الإنتاج و هذه مساهمة مهمة في تمويل المحصول.
مدير الثروة النباتية بالهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس وفيق زروف أكد في تصريحه لتشرين أن حالة محصول القمح جيدة حيث تم توزيع كمية 14 كغ سماد يوريا و 5 كيلو نترات 26 %  لدونم القمح من أصل المعادلة السمادية المعتمدة و البالغة 22 كيلو أزوت للدونم وذلك بعد أن تم تخفيض مخصصات الدونم بالمعادلة السمادية من 30 كيلو إلى 22 كيلو.
بدوره مدير الإحصاء والتخطيط في هيئة تطوير الغاب المهندس عماد النعسان أوضح أن تكلفة إنتاج كيلو القمح وفق الدراسة التي أعدتها الهيئة قبل أيام بلغت 3250 ليرة و فق وسطي مردودية 250 كيلو بالدونم وذلك بسبب تضاعف تكاليف الإنتاج عن الموسم الماضي وهذا يستدعي رفع سعر شراء القمح بالموسم الحالي إلى حدود 4000 ليرة للكيلو من أجل تحقيق أرباح مقبولة للفلاحين وتجنيبهم الخسارة.

3250 ليرة تكلفة إنتاج كيلو القمح في حماة

رئيس الجمعية الفلاحية في قرية المسحل بالغاب محمد إبراهيم  بين إن المردود المالي لمحصول القمح قليل مقارنة مع مردودية باقي المحاصيل لكن زراعة القمح تعتبر وسيلة مريحة للحياة والتكيف معها أسهل من باقي المحاصيل كونه محصولاً تلتزم الدولة باستلامه بسعر ثابت وبما يحقق الاستقرار بالدخل للمزارع في ظل ظروف معيشية صعبة، أضف إلى ذلك أنه يحقق تطبيق الدورة الزراعية المتكاملة التي لا يمكن  الاستغناء عنها.
وأوضح إبراهيم أنه رغم تضاعف تكلفة زراعة القمح والتي تجاوزت 865 ألف ليرة للدونم بالموسم الحالي إلا أن القمح يبقى المحصول الوحيد الذي استمرت الدولة بدعمه بالأسمدة و المحروقات بقروض من المصرف الزراعي علماً أن كميات الأسمدة والمحروقات المقدمة غير كافية والمزارع ليس لديه القدرة على استكمال احتياجاته من هذه المواد من السوق لأن أسعارها تفوق إمكاناته المادية.
المزارع صالح سليمان من جمعية حير المسيل الفلاحية بين أن الخسائر المتكررة في أي محصول هي التي تقود المزارعين إلى ترك المحصول والتحول إلى زراعة محصول آخر وهذا التحول لا يحصل فجأة بل يمر بمخاض يستمر سنوات و هذا ما حصل في محصول القطن والشوندر و من الممكن أن يحصل ذلك مع محصول القمح إذا لم يتم تدارك الأمر و إصدار تسعيرة منصفة لا سيما أن أرباح المحصول بالموسم الماضي كانت أقل من باقي المحاصيل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار