المبادرات مطلوبة من الجميع الفنان علاء قاسم: الكارثة أعادت لمّ شمل السوريين

تشرين-ميسون شباني:
زلزال أرّق حياة السوريين وقضّ مضاجعهم ، كارثة كبيرة أدت إلى إرتقاء أرواح عدد كبير من السوريين وبات الخوف عنوان من بقوا مع كل هزة ارتداداية، ولكن رغم الزلزال الكارثي إلّا أن زلزال القلوب والدم السوري سارع بالاندمال مع كمّ الحب الذي تجسد على أرض الواقع ، فالفاجعة دامية ..

المبادرات مطلوبة
الفنان علاء قاسم كان أحد الذين أسهموا ميدانياً وإغاثياً في محاولة لتسكين الألم والتخفيف من المصاب الجلل، وفي تصريح خاص ل”تشرين” بيّن الفنان قاسم أننا أمام كارثة حجمها هائل لم يعتد السوريون خلال القرنين الماضيين على هذا النوع من الكوارث، فشكّل الزلزال صدمة كبيرة ومرعبة للجميع، وهناك الكثير من المتضررين من الزلزال والمبادرة هي دافع ذاتي ليقدم الإنسان ما عليه وكل حسب استطاعته، والمساهمة كانت بالكلمة أو الموقف وحتى التصرف وهناك أناس بالميدان حملوا مواد الإغاثة وقاموا بإرسالها إلى المدن والمحافظات المنكوبة، ولا أعتقد أن هناك مواطناً سورياً يسري في عروقه الدم السوري لم يبادر للدعوة لبذل أي شيء تجاه ما حدث، والفنانون هم جزء من هذا المجتمع ربما لأنهم تحت الضوء أكثر من غيرهم والمبادرات مطلوبة من الجميع والحقيقة لا أحد بحاجة لدعوة كي يقدم شيئاً لهذا البلد.
إلى أي حدٍّ كشف هذا الموقف معدن السوريين وأن قلبنا واحد مهما حدث؟ يجيب قاسم: ما حدث خلال السنوات الماضية هو ليس القاعدة لحال السوريين، بل هو استثناء، وما حدث لا يشبهنا نحن السوريين وأي شخص تصرف خلال السنوات الماضية هو بعيد عن الواقع السوري وعن التربية السورية والأخلاق والتاريخ السوري، فنحن حضارة عمرها 7000 سنة ووجودنا ليس طارئاً على هذا الكوكب، بل نحن قديمون قدم التاريخ، وهذه الأرض مرّ عليها الكثير من الكوارث والنكبات، وكانت أحجامها هائلة وهناك زلزال ضرب سورية عام 1739 كان حجم الضحايا عالياً ورغم ذلك بقيت دمشق موجودة وسورية موجودة والسوريون موجودين وسنبقى موجودين ما دام يوجد نفس لأي واحد منا على هذه الأرض.

فكرة مغلوطة
وبخصوص التبرعات لنقابة الفنانين كيف يتم التعامل معها؟ أكد قاسم أن هناك فكرة مغلوطة عن الموضوع فنحن لا نتبرع لنقابة الفنانين، بل يتم التنسيق مع نقابة الفنانين، ونحن كفنانين بعد الكارثة واجبنا أن نتوجه نحو النقابة بيتنا الثاني، وبخصوص التبرعات المادية تم التوجيه من قبل نقيب الفنانين لتقديم الأموال عبر مجموعة من الحسابات، والنقابة لا تستلم أي مبلغ، فهي تبرعت من خزينتها لمتضرري الزلزال، وهي لا تجمع تبرعات من الفنانين، ولم تستلم أي مبلغ مالي وهناك فنانون زملاء قاموا بتوضيب معونات عينية لها علاقة بالمواد الغذائية ومواد إغاثة وقدموا بأنفسهم المعونات للعائلات المتضررة، ودائماً الفنانون السوريون مرتبطون بهذه الأرض ومتجذرون فيها وقبل أن نكون فنانين نحن سوريون بغض النظر عن أي نقابة أو أي انتماء.

تأثيره على المجتمع
وعن مدى تأثير دور الفنان بمجتمعه ؟ لفت قاسم :”ما حدث هو كارثة حقيقية بكل معنى الكلمة وغير متوقع ولا تمهيد له، لأنه زلزال وحدث بشكل مفاجئ، ولكن هناك جانب مهم فهذه الكارثة أعادت لمّ شمل السوريين وننسى سنوات الحرب ونعود للوقوف إلى جانب بعضنا البعض ونمسك بأيدي بعضنا ونتجه نحو الأمام .
وعن عدم وجود مسلسل يحاكي آثار الزلزال، وأهمية توثيق ما حدث عبر الدراما؟ نوّه قاسم: بأن الدراما تتحدث عن الأشياء التي لها علاقة بالبيئة والمجتمع، ولها علاقة بالمتغيرات الاجتماعية، وهذه الحادثة لم تحدث مسبقاً، ومن الضروري التطرق لهذا الحدث، ولا أعتقد أن هناك من هو قادر على توصيف الحدث بكل أبعاده وأوجاعه.. وأضاف: أود أن أتحدث عن دور المغتربين السوريين الموجودين خارج سورية عبر مساهمات بسيطة يقدمونها على مجموعة من الحسابات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة البلد للنهوض من جديد ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار