علماء يكتشفون سرّ تحنيط الفراعنة

تشرين
تمكّن علماء مؤخراً من اكتشاف سرّ تحنيط المصريين القدماء لموتاهم، والمواد التي استخدموها لهذا الغرض، وذلك من خلال تحليل أنقاض ورشة تحنيط تم العثور عليها في منطقة سقارة.
وبينما كان العلماء قد تعلموا سابقاً أسماء المواد المستخدمة لتحنيط الموتى من النصوص المصرية، فإنهم حتى وقت قريب كانوا قادرين فقط على تخمين المركبات والمواد التي يشيرون إليها.
لكنّ تحليلاً جزيئياً للمخلفات المتبقية في الأواني المستخرجة من موقع لمقبرة قديمة اكتشفت في عام 2016 في منطقة سقارة، قدّم بعض الإجابات عن ذلك اللغز، فقد تم انتشال ما مجموعه 121 من البقايا من ورشة تحنيط، التي كانت تستخدم في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد.
ودرس العلماء المقيمون في ألمانيا ومصر البقايا العضوية في 31 من الأواني التي تم تمييزها بشكل واضح، وفق بحث نُشر في مجلة Nature العلمية .
وكشف العلماء أن قدماء المصريين استخدموا مجموعة متنوعة من المواد لدهن الجسم بعد الموت لتقليل الروائح الكريهة وحمايته من الفطريات والبكتيريا والتعفن، وتشمل المواد التي تم تحديدها الزيوت النباتية مثل العرعر والسرو والأرز وكذلك «الراتنجات» بما في ذلك من أشجار الفستق والدهون الحيوانية وشمع العسل.
وتمكّن علماء الآثار أيضاً من تحديد المواد المعينة التي تم استخدامها للحفاظ على أجزاء الجسم المختلفة، فعلى سبيل المثال تم استخدام راتنج «الصمغ» الفستق وزيت الخروع فقط للرأس.
من جانبه، قال فيليب ستوكهامر، أستاذ علم آثار عصور ما قبل التاريخ في شرق البحر الأبيض المتوسط في جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ والمؤلف المشارك للبحث في إفادة صحفية: لقد كنت مفتوناً بهذه المعرفة الكيميائية.
وأضاف ستوكهامر: لقد عرفوا ما المواد التي يحتاجون إليها لوضعها على الجلد، مواد مضادة للبكتيريا ومضادة للفطريات، للحفاظ على الجلد بأفضل وجه ممكن من دون وجود أي خلفية ميكروبيولوجية، حتى من دون معرفة البكتيريا، وقد تراكمت هذه المعرفة الهائلة على مدى قرون.
في موازاة ذلك، تضمنت النتائج أيضاً المادة، التي أشار إليها المصريون القدماء باسم «أنتيو» وترجمت إلى المر أو البخور، وكانت مزيجاً من المكونات المختلفة، مثل مزيج من زيت الأرز وزيت العرعر والسرو والدهون الحيوانية.
وأشار العلماء إلى أن المكونات المستخدمة في ورشة العمل كانت متنوعة ومصادرها ليست من مصر فقط، وجلبت من أماكن أبعد من ذلك بكثير، وأن العديد من المواد كانت من كل أنحاء البحر الأبيض المتوسط، إلا أنها عثرت أيضاً على بقايا صمغ دامار وراتنج الإيليمي، التي من المحتمل أنها جاءت من غابات جنوب شرق آسيا، أو ربما مناطق استوائية في إفريقيا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار