مأساة فوق الأنقاض!!

على مقياس ريختر زلزال مدمر، وعلى مقياس كل سوري مأساة ودموع وركام وذهول وحنين لصدى ذكريات وجدران دافئة، زلزال وهزات مستمرة، ضمائر كل الناس استنفرت لتتجلى الإنسانية في أعظم صورها، فالتكاتف رغم الدمار قلّ مثيله، والتعاطف كان في سباق مع الموت والحياة، ولكن رغم الهزات المتتابعة ورغم المناشدات بقي ضمير الكثير من التجار في حالة سبات إلّا بما يخدم مصالحهم ويزيد من أرباحهم فحاصروا كل منكوب وفقير في لقمة عيشه، وتجردوا من مشاعرهم وهم المجردون حقيقة من العقاب والمحاسبة.
مسنون وأطفال في الشوارع حول نار أوقدوها، وعائلات ترفض إخلاء منازلها المتصدعة رغم الأخطار، ومراكز إيواء ومساعدات وأغذية وطبابة وملابس، والهم الأكبر يبقى لدى كل مواطن متضرر هو أربعة جدران تؤويه وتحميه وتعيد بعض الطمأنينة إلى قلبه، ولكن ماذا بعد؟!
المواطن الذي عانى من هزات عنيفة على مدى سنوات الحرب أتاه زلزال لن يسلم من تداعياته لوقت طويل، بدءاً من أسعار الغذاء واحتكاره وليس انتهاء بالعقارات المؤجرة والتي تزايدت أضعافاً، والأدهى من ذلك أن الزلزال كان شماعة لكل مقصر وفاسد ومستغل، أما ما يثلج الصدور ويريح القلوب فعلاً فهو غائب حتى الآن، وما نحتاجه فعلاً إدارة هذه الأزمة بكل مسؤولية وبتواتر عمل كبير، فما حدث قد حدث والتداعيات لا تزال مستمرة، والأولوية هنا لإعادة الإعمار وفق أسس وشروط تكفل السلامة وهنا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى مجراها.
نعلم تماماً أن إعادة الأمور إلى نصابها تحتاج إلى الوقت، وإدارة الكارثة من خلال خبراء أكفاء هو المعيار والفصل، والبحث عن البدائل الفورية للعائلات المتضررة هي نقطة البداية ريثما نصل إلى مرحلة الأمان والسكن المثالي.
يبقى القول إن الخطر لم يزل وإن وضع الكثير من الأبنية في خطر، فالمرحلة المقبلة فيها لمن أراد الكثير من العمل، ومنها الكشف على سلامة البناء في مناطق المخالفات وليس آخرها سن التشريعات والتشدد في البناء، وما بين هذا وذاك هي دعوة لوزارة التجارة الداخلية لضبط استغلال التجار وما أصاب الأسواق من زلزال وارتفاعات في الأسعار!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار