في سبيل دفع أجندتها الجيوسياسية.. واشنطن تستثمر حتى في الكوارث الطبيعية!

ترجمة وتحرير: راشيل الذيب:
أسفر الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص، وحسب تصريحات لمنظمة الصحة العالمية، فإنّ عدد الذين تأثروا بالزلزال يحتمل أن يبلغ 23 مليوناً.
ومع تزايد أعداد ضحايا الزلزال عبّر مدير المنظمة تيدروس أدهانوم عن قلقه إزاء ما يحدث في سورية وأنقرة قائلاً: نحن في سباق مع الزمن.
على الجانب الآخر، وعلى الرغم من هذه الكارثة، ترفض إدارة بايدن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سورية، والتي تعوق بشكل كبير تدفق إمدادات الإغاثة، ما يعني أن مزيداً من السوريين سيموتون من جراء الكارثة.
وفوقها، لا تعتزم واشنطن تقديم أي مساعدة إنسانية للدولة السورية في جهودها للتعافي. وبدلاً من ذلك، فقد أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في تصريحات حديثة أن إدارة بايدن تعدّ كارثة الزلزال فرصة لإعادة إحياء عمليتها لـ«إسقاط» الدولة السورية وتحويل المزيد من الأموال والمساعدات إلى وكلائها.
إنّ رفض إدارة بايدن القاسي تقديم المساعدة للدولة السورية، رغم أنها تعلم علم اليقين أن أفعالها تفضي إلى مزيد من المعاناة والموت، يعيد إلى الأذهان تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت في عام 1996 بأن «وفاة 500 ألف طفل عراقي بسبب العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على بغداد يستحق العناء في سبيل تعزيز عملية تغيير النظام»!..
وفي حين تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأي مساعدة مطلوبة لأنقرة، فلا يساورنَّ أحد الشك بأن الإدارة الأمريكية ستسعى إلى استغلال هذه الكارثة للضغط على مصالحها الجيوسياسية ضد أنقرة، وخاصة في سياق الحرب ضد روسيا.
وفي نهاية المطاف، تكشف كارثة الزلزال عن نفاق الإمبريالية الأمريكية، وتنسف الرواية القائلة بأن الولايات المتحدة تتدخل في جميع أنحاء العالم للدفاع عن حقوق الإنسان. إنّ الإمبريالية الأمريكية هي أخطر قاتل جماعي في العالم اليوم، حيث تستخدم قوتها العسكرية للدوس على حقوق الإنسان والحياة البشرية أينما كانت.
ولا ننسى أن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة منذ التسعينيات، من العراق والبلقان إلى أفغانستان وليبيا واليمن وسورية والصومال، أفضت إلى مقتل الملايين وتشريد عشرات الملايين وترك مجتمعات بأكملها بلا حماية في وجه الكوارث الطبيعة.
يجب رفع العقوبات الأمريكية عن سورية على الفور، ويجب إنهاء عملية الاحتلال ومحاولات «إسقاط» الدولة السورية التي تقودها واشنطن، ويجب أن يقترن ذلك بتعبئة الموارد الاجتماعية لتوفير الإغاثة في حالات الطوارئ وإعادة بناء البنية التحتية على أساس علمي لحماية السكان من الزلازل.
عن موقع «ورلد سوشاليست» الإخباري الأميركي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار