حصاد المياه

محمد ع الكوسا
تقول الأرقام إن الشرق الاوسط، هو الأفقر مائياً, مقارنة ببقية دول العالم، وسورية في قلب هذا الشرق..
وفي معادلات الاقتصاد, تدعونا الأرقام لأن نسأل: ماذا سنحصد كي نبقى على مسافة من الجوع؟
وقبل الإجابة، يجب الاطلاع على بعض المعطيات عن الزراعة والمحاصيل والحصاد.
لدينا عجز في ميزانية المياه ذات الأثر السلبي على الأمن الغذائي وعلى توفير استقرار إنتاج المحاصيل الزراعية.
فالأمطار تحكمها متغيرات الطقس المتوسطي فهي في مكان على منحنى الغزارة وكذلك الأمر للأنهار والمياه الجوفية.
ومن الجانب الآخر نجد أن الطلب على منتجات الزراعة في تزايد مستمر يرافقه تزايد في تكاليف مدخلات الزراعة، ولا يبقى الأمر في هذا النطاق فقط، فهناك فاقد إنتاج كبير خاصة في عمليات أو ممارسات ما بعد الحصاد، ما يرتب خسائر فادحة للمنتجين وبالتالي للدولة والمجتمع ككل..
هذا الفاقد يأتي نتيجة عدم وجود إدارة للمحاصيل الزراعية، أي هناك ضعف يشمل جميع مراحل دورة الإنتاج بدءاً من اختيار الجغرافيا والأراضي، مروراً باختيار أسلوب وأدوات الإنتاج، وانتهاء بالحصاد وموعد الحصاد وتكاليف الحصاد والنقل والتعبئة والفرز والتصنيف والتخزين حتى التسويق.. وكلها مجتمعة تعرض المحاصيل للفاقد الذي يقدر ما بين 20 إلى 50 % من الإنتاج حسب نوع المحصول.
وهذا ما نتمنى ألّا يحصل هذا العام فبعض المواسم والمحاصيل يمكن أن نتداركها، وبالعودة للإجابة عن سؤال البداية ماذا نحصد ومتى؟
نقول علينا أن نحصد الماء سر الوجود.. سورية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت تحصد المياه من الأمطار والأنهار بمئات السدات المائية والخزنات الطبيعية والاصطناعية، وتمتلك آلاف الكيلومترات من أقنية الري وتوزيع حصاد المياه على الأراضي والمزروعات.
لكن الإر*ه*اب فعل فعلته والحرب دمرت الكثير من عناصر الحياة، ولكن الحصاد وما بعد الحصاد مسؤولية وطنية يجب ألّا نغفل عنها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
لاعبو أنديتنا المحترفة غير راضين عن قيمة عقودهم... والسبب! يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي غوارديولا ينفي انتقال البلجيكي دي بروين إلى الدوري السعودي تسلمت 1305 أطنان قمح من خارج جدول المقاييس.. "السورية للحبوب": لم نرفض حمولات القمح غير المطابقة بحلته الجديدة.. ملعب الميرنغي مخصصٌ للأغنياء بداية الموسم القادم الفنان عبد الهادي شماع: فنُّ الكاريكاتور في مرحلةٍ حرجة بعد انهيار تحالفهِ التاريخي مع الصحافة المأزومة أصلاً! التين الفاكهة المباركة.. فوائد جمة والغالي سعره فيه ظاهرة قديمة وتتجدد.. السرقة الأدبية المعاصرة ارتكاب متعدد الأوجه ..قابل للبراءة والتجريم بوليانسكي: الوجود العسكري الأميركي غير القانوني على أراضي سورية يعرقل استقرارها الجو شديد الحرارة في المناطق الشمالية والشرقية والجزيرة والبادية