أثناء مشاركته في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي قبل أيام.تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. عن انتهاء النظام العالمي الذي ولد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. و أوضح ضرورة الانتقال إلى نظام عالمي آخر. فما الذي أنهى النظام البائد ؟؟ وما الضرورة لنظام جديد؟؟ وما صيغته؟؟
برؤية موضوعية. يقول بوتين إن أمريكا في أربعينيات و خمسينيات القرن العشرين. كانت أمّاً واعدة ورائدة وعظمى. و إنها بالتعاون مع الاتحاد السوفييتي والحلفاء. هزموا النازية. وأرسوا شكلاً من الاستقرار العالمي. لكن وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي. تفاقمت الأمراض التي تفشت في النظام الأمريكي. والتي كان سرطانها القاتل. سعيها للهيمنة و السيطرة على العالم. ومقدراته وثرواته وقرارات دوله. هذا الحس العنصري بالتميز الدولي. لاقى عنصرية داخلية أمريكية، حافظت على هوس التميز بين البيض والملونين. بين المتعلمين والمهمشين، بين النخبة التقنية والعامة العاملة، بين الديمقراطيين والجمهوريين. مع استشراء فساد قاتل. يتحايل على القوانين. كل ذلك حول أمريكا من دولة عظمى رائدة. إلى دولة مريضة بذهان التفوق، وممسوس بحس السيطرة، ومحكوم بالفساد والمكر. فصار شعبها يعيش التضخم وارتفاع الأسعار، والعجز الحياتي. وصار المجتمع الأمريكي عاجزاً عن مواجهة المرض كما حدث أيام كورونا الأولى. ونشأت الحركات الاحتجاجية، سواء المطالبة بالحقوق المدنية، أو العنصرية الهمجية التي هاجمت الكونغرس رغم كل ذلك استمرت سياسات أمريكا على نهجها في السيطرة واستخدام الحلفاء لتحقيق أطماعها وهيمنتها. فبلغ سرطان النظام أوجه. و صار لابد من إنهاء مرضه بالانتقال إلى نظام عالمي جديد.
النظام البديل الذي ناقشه بوتين في منتدى بطرسبورغ يقوم على التعاون؛ تعاون الدول والمجتمعات في تحقيق المصالح المتبادلة. وفي توفير الحياة الكريمة لكل الشعوب، وتمكينها من مواجهة تحديات المرض، و كوارث المناخ، وشح الطاقة. وهو التعاون القائم على أساس احترام القانون الدولي، وضمان سيادة الدول وسلامتها الإقليمية، واستقلالية قرارها، من هنا يصبح دور الدول العظمى كأقطاب، دور الريادية، يقود تنمية المجتمعات. ويدعم تطورها، وسيادتها و استقلالها. ويساند ارتقاء الشعوب في كل المجالات. إنه نظام التعاون الإنساني، القائم على الاحترام المتبادل. والتفاعل المبدع للحلول بين الدول في مواجهة المخاطر و التهديدات. . . نظام تعاون لا نظام هيمنة و سيطرة.