رخص أسعار المنظفات و”الشامبوات” المُصنّعة يدوياً وراء انتشارها في دير الزور!!
عثمان الخلف
تنتشر في محافظة دير الزور كما بقية المحافظات السّورية ظاهرة بيع المنظفات بأنواعها والمُصنّعة يدوياً، ليجري بيعها في محال ، أو عبر «البسطات» التي تنتشر في الأسواق .
” تشرين ” رصدت انتشار هذه الظاهرة، والتي يؤكد مواطنون أنها ليست جديدة، وقد ظهرت بشكل أوسع مع الأزمة التي عاشتها سورية، و قد لاقينا صعوبة في التقاط صور لمحال وبسطات تحتويها، وأعذار أصحابها بأنّ ذلك سيقطع أرزاقهم !!
المواد مُتداولة
خلال جولة على عدة مواقع لبيع هذه المواد والتي تتوزع ما بين المنظفات بأنواعها ، مروراً بـ(الشامبوات) وغيرها ، أكد أصحاب محال أنهم يحصلون عليها من محال تُنتجها ، نافين خطورتها ، وحسب هؤلاء فإنّ البيع يتم بلا عبوات تُوضع فيها المادة التي يرغبها المواطن ، بل تُباع في أكياس بأوزان مختلفة .
وأشار مواطنون إلى أنّ اللجوء إليها هو نتيجة الغلاء في أسعار المُصنعّة من قبل معامل مُرخصّة بأصنافها التي تُرهق كاهلهم ، فالشراء هنا لكونه يتم كما يُسمى « فرط » ، فإنه يوافق الإمكانات المادية المُتاحة ، بغض النظر عن فاعليتها، أو مأمونية مخاطرها ، والتي لا يلتفت لها أحد .
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دير الزور بسام الهزاع أشار في تصريح لـ” تشرين ” إلى أنّ هناك شروطاً وضوابط لاقتناء هذه المواد وبيعها، إذ يجب أن تكون مُرفقة ببيان نظامي لها يتضمن معلومات عنها، وأن تُباع على شكل عبوات، لا بالطرق السائدة، مُبيناً أنه جرى تنظيم ضبوط بمخالفات من هذا القبيل، وكان منها ورشة تصنيع في حي حطلة ، جرى إغلاقها بعد الكشف عنها ، وكذلك ضبوط أخرى حول انعدام الصلاحيّة ، نافياً وجود ورش للتصنيع حالياً في دير الزور ، فما يرد المحافظة من هذه المواد يأتي من خارجها ، وقد حدث منذ فترة مصادرة كميات مشحونة قادمة من إحدى المحافظات.
مخاطر
المخبري الدكتور زياد الشعيبي أرجع انتشار هذه الظاهرة في عموم سورية ربطاً بما توفره (الميديا) من فيديوهات عبر (اليوتيوب) وغيره ، فلجأ أشخاص لتعلمها وفق هذه الطريقة ، ومن ثم تصنيعها من دون تحقيق شروط سلامتها ، من حيث نوعية المكونات و نسبها و جودة و نقاوة المنتج الذي يمتاز برخص ثمنه .
وأضاف : ” جهل من يُصنّعها قد يؤدي إلى زيادة تراكيز مواد معينة عن الحد الأعلى المسموح به و تصبح ضارة أو استخدام مواد مُنع استخدامها عالمياً لثبوت ضررها مثال على هذه المواد مادة “الديوكسان” التي تعدّ مسرطنة و هي ناتج ثانوي لعملية تصنيع المنظفات الرغوية كالشامبو و الصوابين بأنواعها و حتى معاجين الأسنان و غسولات الفم ، و تتضاعف سمية هذه المادة في حال وجود تركيز مرتفع من مادة بروبيلين غليكول التي تستخدم في هذه الصناعة و كذلك مادة صوديوم لوريل سولفات SLS التي تسبب تهيج الجلد و حرقة العيون ويوجد الكثير من الأمثلة”
الشعيبي أكد ما ذكره مواطنون من أن سبب شرائها هو غلاء الماركات المسوّقة ، وضعف القوة الشرائية للمواطن فيلجأ للأسواق الشعبية لاقتنائها، وبات هناك باعة جوالون لها.
في المعامل المرخصة تتم مراقبة التصنيع و المنتجات من خلال برامج ضبط الجودة و إجراء اختبارات السلامة لتتوافق هذه المنتجات مع الشروط الصحيّة و الموصفات القياسية للمنتج – والكلام للشعيبي – ليكون آمناً للاستخدام و ذا جودة مقبولة و تخضع هذه المنتجات لمراقبة السلطات الصحيّة و التموينية بسحب عينات عشوائية من الأسواق و تحليلها، أما في الورشات البدائية و المنزلية فلا يوجد أي إجراء من هذا القبيل ولا يمكن تتبع المنتج لعدم وجود ماركة أو دلالة على من صنّعه .
أخيراً :
لا أحد يستطيع نفي وجود مواد المنظفات مُتعددة الاستخدام ، و “الشامبوات ” بأنواعها ، والمُصنّعة يدوياً في الأسواق ، ليبقى الأمر رهن متابعات الجهات المعنيّة للحد من مخاطرها إنْ وجدت ، والحد من تداولها ، سواء أكان مصدرها محلياً أم خارجياً ، مع التنويه بغياب الرصد الرسمي لمخاطر مواد كهذه تأتي من خارج قطاع عملها المُرخص بشكل نظامي.