عماد نصيرات
بعد ارتفاع الأسعار الجنوني وانخفاض الدخل لدى الأغلبية إلى مستوى متدنٍ جداً، بات من الضروري البحث عن بدائل رخيصة لتقديمها للمواطنين على الصعيد الاقتصادي سواء في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والمهن والحرف … الخ .
وقد كان لقطاع السياحة السبق الواضح على مستوى جميع القطاعات الاقتصادية في إيجاد البديل لتقديم سياحة رخيصة للمواطنين بدلاً من سياحة المطاعم ذات النجوم الخمس، والتي أصبحت تكلفة دخول أحدها لعائلة مكونة من خمسة أشخاص تزيد في كثير من الأحيان على 250 ألف ليرة ؟!! وبالتالي فإن سياحة المتنزهات التي تم تفعيلها خلال السنوات الماضية طغت بشكل واسع وكبير على سياسة المطاعم الفخمة, فسياسة المتنزهات تقضي بتقديم منظر طبيعي جميل مع كرسي وطاولة وبعض الخدمات البسيطة والمقدور عليها بسعر لا يتجاوز 1000 أو 1500 ليرة للكرسي الواحد, مع الوقت الذي تريده العائلة وهو وقت مفتوح وهناك ” بوفيه ” يقدم المشروبات و العصائر وبعض الأكلات الخاصة بالأطفال والسندويش بأسعار مقبولة لمن أراد… ولا يقومون بتقديم علبة محارم أو صحن مكسرات أو عبوة ماء بأسعار مرتفعة كما تفعل المطاعم التي تقدم المأكولات بحيث يتجاوز مصروف هذه المقدّمات تكاليف أربع عوائل في المتنزهات المذكورة ؟!!، هذه السياسة الناجحة – سياسة تفعيل المتنزهات- لابدّ من دعمها من قبل الحكومة والمحافظات والمجالس المحلية أو المجتمع المحلي بالخدمات الضرورية واللازمة كتقديم الزفت أو الإنارة البديلة أو مشاريع الصرف الصحي وبعض الخدمات الأخرى لتشجيع هذه السياحة البديلة والبسيطة, بحيث تستطيع عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص أن تجلب طعامها معها أياً كان هذا الطعام وتحجز طاولة في المتنزه الجميل مقابل مبلغ لا يتجاوز العشرة آلاف ليرة فقط لهذه العائلة وقضاء الاحتياجات الترفيهية لشريحة واسعة من المواطنين مقابل مبالغ بسيطة… ومن لديه القدرة على دخول المطاعم الفخمة فمكانها معروف “وصحتين وهنا.”