العيدية… مازالت تحتفظ بمكانتها على الرغم من تغير الظروف
يرتبط العيد بمظاهر الفرح والبهجة والتكافل الاجتماعي؛ وتأتي في مقدمة تلك الطقوس « العيدية» التي حافظت عليها الكثير من الأسر، فقد باتت عنصراً أساسياً مرتبطاً بذاكرتنا وصورنا عن العيد.
وبالرغم من تغير الظروف الاقتصادية إلّا أنّ مكانة العيدية بقيت ثابتة لدى العديد من الأسر التي تحرص على تقديمها لأولادها في مناسبات العيد حتى لو كانت مبلغاً بسيطاً.
خبير التراث الدمشقي م. محمد خير لبابيدي بيّن أن العيدية تراث أصيل من تراثيات العيد لأنها تدخل السرور والفرح إلى قلوب الأطفال بالدرجة الأولى والأهل والأحباب وتزيد من صلة الأرحام، والعيدية تراث باقٍ مستمر متبدل لا يموت لأنه مرتبط بنصوص ودعوات وموروثات روحانية حضّت على العطاء وجبر الخواطر وإدخال السرور إلى قلوب الناس وجعلت له الثواب العظيم.
لذلك، فالعيدية لا تموت، ولكنها تتبدل، طبعاً تتبدل بتغير الظروف وبالكم والكيف حسب الظروف المعيشية والاقتصادية، والعيدية ليست بقيمتها المادية -على أهمية ذلك- بقدر قيمتها المعنوية، فهي تعبّر عن الحب والتقدير والاهتمام ؛ قد تكون عيدية بسيطة من إنسان عزيز وغالٍ ومتواضع الحال أحبّ إلى القلب من عيدية كبيرة صادرة مع تمنين وقلة تقدير.
وأخيراً ونحن ندعو للمحافظة على هذا التراث الجميل نقول إن العيدية فرحة للمعطى إليه وطاقة صحية ونفسية للمعطي .
نسأل الله أن يقدر الجميع على العطاء وتقديم كل ما يساعد على إدخال فرحة العيد إلى قلوب الناس.. وكل عام وأنتم بخير.