ما زالت الأوساط الثقافية العالمية. تحتفي ب ( إرنست همنغواي) رغم مرور أكثر من 60 عاماً على وفاته. هذه الأيقونة الأدبية التي أنتجت روائع مثل: (الشيخ والبحر) (ووداعاً للسلاح)، وحصلت على جائزتي نوبل وبوليتزر، أرقى الجوائز الأدبية العالمية. ولا يغيب عن بال المحترفين والمتابعين. أن حياته تبدو وكأنها سيرة إحدى الشخصيات الروائية الأسطورية. وهناك من يقول أنه هو من رسم صورة حياته الأسطورية. في إضافة إلى روائع حياته التي انتهت بمفاجأة موته.
البعض قال إنه انتحار.، وآخرون اتهموا المخابرات المركزية الأمريكية بملاحقته وتخويفه وربما قتله.
أهم عمل يمكن ملاحظته حول همنغواي. كان السلسلة الوثائقية المسماة على اسمه. والتي جاءت في ست حلقات. وشارك في تجسيدها ممثلون عالميون كانت منهم النجمة العالمية (ميريل ستريب) التي أدت شخصية الزوجة الثالثة لهمنغواي. واتسمت هذه السلسلة الوثائقية بالدقة والشمولية. في تناول حياة همنغواي بكل تعقيداتها و تحولاتها ومنعطفاتها. إضافة إلى الروح النقدية. التي حكمت رواية حياة وإنتاج وإنجازات. هذه الأيقونة الأدبية الإبداعية. كل ذلك جعل من هذا العمل الوثائقي. كتاب سيرة، فيه بحث وتتبع وتدقيق. وأهمها الروح النقدية التي إضاءت أعماق وأبعاد في هذه الشخصية الأسطورة.
في أحد مخطوطاته التي قرأت في السلسلة كتبها همنغواي إنه كان يتوهم أنه كاتب عظيم ورجل صالح واستطراد همنغواي بالقول: إن كل ذلك اتضح له أنه وهم. لذلك فهو يسعى باستمرار ليكون كاتباً جيداً. ويبدو أن هذا السعي الدائم. يمكن أن نفهمه بما رواه مرة لأحد الصحفيين حول إعادة كتابته للصفحة الأخيرة من رواية الشيخ والبحر لأكثر من 37 مرة لتجويد صياغته فيها لتكون معبرة أكثر وأرقى عما يريد.
إرنست همنغواي الذي بدأ مسعفاً في الحرب العالمية الأولى ومراسلاً صحافياً فيما بعد. وصولاً إلى تحقيق مكانة الكاتب العالمي. كان قد أنجز كل ذلك على هامش حياة من السفر والمغامرات والحب والزواج والطلاق. وهذا ما جعل حياته أسطورة أيضاً إضافة إلى كونه أيقونة أدبية. لذلك استحق استمرار حضوره عبر الزمن ودوام تألق أدبه، ونبض حياته التي تشكل أيضاً رواية لا تقل تعبيراً وروعة عن رواياته.
ربما كان سعي همنغواي الدائم لتجويد عمله هو ما جعل منه كاتباً عظيماً.