ما بين الرقة وماريوبول

أقامت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها من الدول الغربية الدنيا، ولم تُقعدها على روسيا الاتحادية، وعمليتها الخاصة في أوكرانيا متبعين أشرس الحملات الإعلامية وأعتى أنواع التضليل و الخداع والكذب السياسي والإعلامي والدعائي لـ”شيطنة روسيا ” وقيادتها السياسية والعسكرية.
أسلوب الكذب والخداع وتشويه الحقائق ليس جديداً على واشنطن وعواصم الغرب، حين يتعلق الأمر بالخصوم وخاصة الكبار منهم كروسيا والصين، فالأضاليل والفبركات تصبح “حقيقة” متداولة بين الرأي العام العالمي، والحقائق والوقائع تصبح مجرد فبركات لا وزن ولا قيمة لها في نظرهم.
في الأمس القريب كان العالم يشاهد الرئيس الأميركي جو بايدن وهو يذرف دموع التماسيح على الشعب الأوكراني الذي ورطت بلاده قيادته السياسية في حرب تستنزف شعبين جارين وقدرات اقتصادية هائلة وفق خطة خبيثة تصبّ في النهاية في مصلحة هذا الغرب أياً كان الرابح والخاسر فيها.
ما يُثير السخرية، حديث واشنطن والقيادات الغربية عن اتهام روسيا بارتكاب “جرائم حرب ” في أوكرانيا ، وتدمير مدن مثل ماريوبول التي تحصّن فيها أعتى وأشرس الن*ازي*ين ، وربما «قوات ومرتزقة من هذه الدول نفسها» والهدف الوحيد هو إظهار القوات الروسية بمظهر المعتدي الذي لا هدف له سوى القتل والتدمير .! وبالتالي تبرير جريمة الدعم العسكري الغربي اللامحدود للأوكرانيين لإدامة أمد الحرب وإطالة الاستنزاف لمقدرات البلدين المتحاربين.
لا نبتعد في الحديث إذا ما أشرنا الى أن هؤلاء المنافقين، بل مجرمي الحرب الغربيين، دمروا مدينة الرقة في سورية عن بكرة أبيها بحجة إخراج عناصر دا*ع*ش الإره*ابي*ة التي صنعوها ودرّبوها وموّلوها، ومع ذلك لم نسمع أحداً منهم يتكلم عن أن ما قاموا به هو جريمة حرب بحق الإنسانية، وفعل يقتضي المساءلة والمحاسبة.
لقد تقدمت سورية برسائل عديدة إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وغيرهما ممن يسمون منظمات حقوق الإنسان لتسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية والقانونية والسياسية والتي كان آخرها الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية السورية في 18 نيسان الجاري، ولكن لا مُجيب.
هذا هو الغرب والولايات المتحدة الأميركية، عيونهما مفتوحة وألسنتهما طويلة عندما يتعلق الأمر بمصالحهما وأهدافهما، أما غير ذلك فعيونهما عمياء ولسانهما أخرس وآذانهما صماء عما لا يريدانه أو ما يقومان به من جرائم ودمار وخراب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار