سورية لا تقبل شروطاً

بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في الكويت خرج علينا أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية بتصريح يقول فيه: إن الظروف غير مناسبة لعودة سورية إلى الجامعة العربية، ولم يفصح ماذا يقصد بالظروف المناسبة ؟ هل يقصد بالظروف المناسبة عدم تلقيه الضوء الأخضر من واشنطن، أو هل يقصد أن الظروف المناسبة هي بـ”انتصار الإرهاب” على سورية وأنه كان يحلم مع بعض العربان بذلك ؟ هل أغاظ أسياده في بعض الأنظمة العربية- التي دفعت المليارات وقوداً للحرب الإرهابية – انكسار هذه الحرب وتعافي سورية منها ؟ وهل وقف أبو الغيط أمام المرآة ورأى نفسه كيف ينطق بلسان أعداء الأمة العربية وأنه غير مؤتمن على منظمة وجدت للدفاع عن قضايا الأمة المصيرية .
تصريح أبو الغيط مكتوب بالقلم القطري، هذا القلم الذي لا يملك من أمره شيئاً والذي باع قرارات الجامعة العربية في سوق النخاسة الأمريكي والإسرائيلي عندما وافقت على غزو العراق وعندما وافقت على قصف«ناتو» لليبيا وعندما قررت تجميد عضوية سورية العضو المؤسس للجامعة .
وغريب أن يأتي تصريح أبو الغيط في وقت تنفتح فيه دول عربية عديدة على سورية ويزورها أكثر من وزير خارجية عربي وتعمل أكثر من أربع عشرة سفارة عربية في عاصمتها دمشق ويعرف أبو الغيط قبل غيره أن سورية لم تطلب منه ولا من غيره العودة إلى جامعة فقدت دورها ووظيفتها ومصداقيتها ولا يشرّفها أن تعود إليها قبل أن تجد هذه الجامعة طريقها إلى إصلاح حقيقي وجذري .
ليست سورية من توضع عليها الشروط والاشتراطات للعودة إلى جامعة لم يعد من مواطن عربي يثق بها وبقراراتها، بل من حق سورية أن تضع هي الشروط للقبول بالعودة بعد أن تماهت الجامعة مع مصالح أعداء العرب، وأول الشروط السورية للعودة أن تعود الجامعة إلى الالتزام بأهدافها ومبادئ ميثاقها وبقراراتها التي تؤكد التمسك بالقضية الفلسطينية وعدم التفريط بها والمساهمة في تحرير الأراضي العربية المحتلة والتضامن مع أي بلد عربي يتعرض للعدوان أو الاحتلال أو الغزو أو الإرهاب، وهذا ما حصل عكسه في كل مواقف الجامعة العربية وقراراتها طوال السنوات العشر الماضية .
Tu.Saqr@Gmail.Com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار