تقول لي قارئةُ الفلك والطّالع صاحبةُ الضحكة الخشِنةَ وشفاه السيليكون : إنّ كلَّ ما نمرّ به هو اختبارٌ لصبرنا – نحن السوريين خِصّ نِصّ – لأنّ طالعَنا الفلكي هو طالعُ الأبطال الصناديد القادمين من أعماق الأساطير، وإن بُرجَنا العجائبيّ هو برجُ العضِّ على الشفاه لاحتمال أقسى درجات الألم تلك التي يسمّونها في الفيزياء “نقطة الامّحاء” أو “درجة اللاعودة”، وفي الكيمياء “نقطة التحوّل” من الحالة الصلبة إلى السائلة، ثم إلى البخار، فالتلاشي لأننا على ما يبدو قد نتلاشى في سديم هذه الحياة العبثيّة التي نعيشها.
يقول لي قارئُ الأبراج “الفانتازيّ” ذو اللحية التي تحلو له تسميتُها بـ””Goatee أي “لحية المِعزاة” (وكرمى مُحبّي اللغة العربية تُدعى:”عُثنون”!) يقول: إنّ كوكب المال والأعمال لا يزال يُعاند السوريين لأنهم باتوا أصبرَ على المُرِّ من شجرِ الصبّار نفسه، وأعندَ في التحايل على كل شيء حتى أنفسهم لدرجة أن بعضهم باتَ يخلط ما تبقّى في “قنينة” زيت القلي “الإيجابيّ” مع القليل من زيت المحركات المكرّر مع آخر قطراتٍ من زيت الصبر في روحه ليأكل “أكلة مقالي” أي ما كانت تُسمّى ذات يوم: “أكلة الفقير”!.
ويقول لي عرّافُ الحكاية: أخشى ما أخشاه يا بنيّ أن ما يحدثُ في حياتنا اليومية الواقعية من “خناقات” سائقين، و”زعيق” البائعين، ومجادلات الشّارين، و”معارك” الأزواج… ما هو إلا “وهمُ عَيْش” مما كان يمكن أن نسمّيه “حياةً كريمة”!.
لكن رغم كل ما قالوه، لا يزال قلبي يقول لي كلمةً صغيرةً جداً، ربما لا تخصّ أحداً سواي؛ كلمةً فيها نكهة تفاؤلٍ حذرٍ لكنها تشبه تماماً شتلة حَبَقٍ صغيرة على شُبّاكي.