«ندالة مجرمة»!

لم يكد يقع المشكل بين روسيا والغرب حتى قفز أردوغان لينام في الوسط عارضاً أن تقود تركيا حملة الأطلسي العسكرية ضد روسيا ودفاعاً عن أوكرانيا وهي تتحول إلى قاعدة أطلسية تهدد أمن واستقرار روسيا، وتتحضر لارتكاب مجزرة تطهير ضد روس دونباس، نعم لا تستغربوا، في عرف أردوغان يحق للسياسي من «الندالة» ما يستطيع، المهم أن يبقى في الساحة، وأن يستمر في مدّ يده إلى كل ساحة، إنها منتهى «الندالة» بكل المقاييس .
بعد كل الاتفاقات والتفاهمات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من التبادل التجاري إلى السياحة إلى صفقات السلاح وليس آخرها منظومة الـ«إس 300»، بعد كل هذا التعاون والاتفاق مع روسيا يتقدم أردوغان صفوف الأطلسي ليعرض قيادة الحملة العسكرية ضد روسيا، روسيا هذه التي يستند بالتعاون معها إلى تثقيل وزنه تجاه أميركا والغرب ، «نعم» روسيا هذه التي تعاونت وتتعاون معه، يريد أردوغان أن يقود الحملة العسكرية ضدها ليكسرها، صحيح لا يغيب عن موسكو طبيعة السلطان المتوهم القائمة على الغدر و«الندالة»، وصحيح أن الرئيس بوتين يحسب حساب غدر هذا العثماني التايواني، لكن لا يستطيع المرء إلا أن يستغرب ويصدم بمدى الوقاحة التي يختزنها عرض أردوغان قيادة الحملة العسكرية ضد روسيا، والأحلى أن «الأطلسي» لم يتقبل هذا العرض حتى الآن، ولكن أردوغان لم يفقد الأمل في انتهاز هذه الفرصة كأي «أزعر» يستثمر أي مشكل ليحجز مكاناً لـ «زعرنته».
هناك من يرى أن حركة أردوغان وعرضه قيادة الحملة الأطلسية العسكرية ضد روسيا تأتي في سياق محاولة أردوغان استعادة مكانته عند الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي عده « دكتاتوراً»ً يحتاج إلى التأديب والمحاكمة، وأنزل به عقوبات، تُفرض على أعداء أميركا، وهناك من يقرأ في مبادرة أو« ندالة» أردوغان انتهازية وقحة يحاول عبرها استعادة الدور في المنطقة والحضور كقوة أطلسية في وجه روسيا، وفي سياق ذلك ينعش أردوغان أطماعه في السيطرة على القرم، والهيمنة على أوكرانيا عبر التظاهر بدعمها واستكمال تسليحها ضد موسكو، وهكذا فإن خطوة أو وقاحة أردوغان تقوم على أطماع جيو-سياسية ضد روسيا والسعي لكسب ود أميركا والغرب، ومداورة لعُقد تاريخية حول حقوق مزعومة بالقرم والقوقاز .
«ندالة » أردوغان في عرضه قيادة الحملة العسكرية ضد روسيا تجدد التذكير بجوهر سياسة أردوغان القائمة على الانتهازية والأوهام والوقاحة.. بالفعل، هي الندالة » السياسية.. «ندالة» مجرمة تعتدي على المنطقة وتزعزع استقرار العالم، لأن أردوغان هذا يحتل أرضاً سورية، ويعوق السوريين من استعادة حياتهم الطبيعية، ويسهم بالفوضى في ليبيا، ويعبث في شمال العراق، ويلعب مع أذربيجان ضد أرمينيا وروسيا، وها هو يصل إلى محاولة قيادة الحملة العسكرية ضد روسيا.. إنها «الندالة » الجيو-سياسية.. الندالة المجرمة المزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم، وهي« ندالة» مجرمة لا تعالج إلا بالكّي .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار