منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، شكلت الحكومات الفرنسية المتعاقبة، فاعلاً “أساسياً” في التحريض، والمساهمة السياسية والاستخباراتية والإعلامية.
في هذا العدوان الذي يستهدف السوريين واستقرارهم وسيادتهم، ولم يخرج الرئيس إيمانويل ماكرون، عن هذه السياسة الفرنسية، التي كان عرابها الصهيوني برنار هنري ليفي، والتي أساءت وتسيء لتاريخ فرنسا والفرنسيين، خاصة أن عهد ماكرون اتسم بوقاحة وانتهازية السياسة الفرنسية، من انتهازيته، وخيانته، حتى للقيم الفرنسية. وهذا ما كشفه كتاب الصحفيين جيرارد دافيت وفابريس لوم، الذي جاء عنوانه وصفاً لماكرون ورئاسته (الخائن والعدم).
اعتمد الكتاب على شهادات أكثر من 110 مسؤولين معروفين في الوسط السياسي الفرنسي والدائرة المقربة من ماكرون قبل رئاسته وبعدها.
وتؤكد الشهادات أن ماكرون وصل إلى الرئاسة عبر خيانته للرئيس الذي اعتمده كنائب للأمين العام للرئاسة، ومن ثم وزيراً للاقتصاد.
ولم يكتفِ ماكرون بخيانة فرنسوا هولاند -أبيه الروحي- بل قام بقتله سياسياً، عبر إقامته شبكة علاقات من وراء ظهره، ليبعده ويحل محله، ومن هنا جاء وصفه بـ(الخائن) في عنوان الكتاب.
أما عن تياره (إلى الأمام) فهو -حسب الكتاب- مجرد فراغ إيديولوجي وخواء سياسي وانعدام أخلاقي، وهذا ما يفسر وصف (العدم) في العنوان.
واتهم عضو الجمعية الفرنسية اوليفيه بارليكس ماكرون بالرشوة والفساد في صفقة بيع المجموعة الصناعية الفرنسية (ألستروم) إلى شركة (جنرال إلكتريك) الأميركية التي تمت أثناء تولي ماكرون وزارة الاقتصاد.
كما أن هناك حملة قضائية في قضية تعامل شركة لافارج الفرنسية، التي تعاونت مع “داعش” في سورية، في ظل استثمار فرنسي، كان ماكرون أثناءه وزيراً للاقتصاد ومسؤولاً عنه. بمعنى فساد ورشوة وتعامل مع الإرهاب. ويغطي كل ذلك بخطابات فارغة، وبأعمال وقحة ضد سورية والشعب السوري.
من ساركوزي المحكوم بالفساد وينتظر السجن، إلى هولاند الخائب والباهت، إلى ماكرون الفاسد والمتعامل مع الإرهاب؛ تستمر صهيونية برنار هنري ليفي، القاسم المشترك للسياسة الفرنسية تجاه العرب والمنطقة العربية عموماً وتجاه سورية خصوصاً.
ويؤكد المحامي الفرنسي وليام بوردون، عبر شهادته في عمل وثائقي حول الاستثمار الفرنسي الذي ساهم في تمويل “داعش” في سورية، والذي أجازه وزير الاقتصاد ماكرون كما قلنا.
يؤكد بوردون أن المال الذي حصل عليه “داعش” من هذا الاستثمار الفرنسي، اشترى به السلاح الذي قتل فيه فرنسيين في هجماته ضمن المدن الفرنسية، وهكذا فإن سياسة ماكرون وأمثاله، لم تكن عدواناً وخطراً على سورية والسوريين؛ بل على الفرنسيين أيضاً.
ومن الطبيعي للخائن، وعديم الأخلاق والمبادئ، أن تكون أفعاله عدوانية وممولة للإرهاب، وخطيرة على الإنسانية.
رئاسة ماكرون ليست (قوقعة فارغة) كما يقول الكتاب، بل كما يتضح من تفاصيل الكتاب ما هي إلا (قوقعة متفجرة بالإرهاب)..