علّوا السبيكرات!

وهكذا« تسنغلنا» مؤخراً في عيد «السناغل «Single Day أي عيد العزّابية, وغنّينا «بسبوس عاشق بسّة وبيدلعها بسبوسة» … ثم بعده مباشرةً وفي «عيد الضم العالمي/أي عيد العبّوطات» تضاممنا وتعابطنا مع خيباتنا و«تعجرمنا» بأغنية نانسي عجرم «يا طبطب يا دلّع» وألحقناها فوراً «عالحارك» بأغنية الجسمي «آه لقيت الطبطبة» … وقبل ذلك كنا زيّتنا مفاصلنا المهترئة من كثرة الركض وراء الحياة الفانية حين احتفلنا بعيد «ليتر الزيت الإيجابي» .. وشحّمنا معداتنا بالقليل من «فشافيش» الأخبار المحليّة مُقلّزة بسمنة التدخل الحكومي، ونحضر حالنا للرقص و«الفقش» في أي عيد قادم حتى لو كان عيداً للنكد والنقّ أو للنفاق والتذلل.
أعياد بالمفرّق، أعياد بالكيلو، أعياد مهلهلة من البالة، أعياد باهتة ومعاد تدويرها … طيب ما دامت كل أيامنا أعياداً وكل أعيادنا أفراحاً، وما دامت كل أفراحنا رقصاً و«حنجلة ومزاهر وشربات»… من أين تأتي إذاً كل تلك الخيبات والأحزان؟ من أين تنبع الغصّات في الأرواح؟ ولماذا يبقى رماد اليأس ملطّخاً جدرانَ القلوب؟ لِمَ نمرُّ يومياً بالذين يتحدّثون مع أنفسهم في الطرقات كالمجانين، وهم يحسبون كيف «سيمطّون» الراتب إلى منتصف الشهر، وكيف سيخيطون ثياباً لأولادهم تليق بتلك الأعياد؟ ولماذا تذوب ذرات الأمل ولا يبقى منها سوى طعمها اللاذع المُر في أفواه المعتّرين؟.
يبدو أن أصدق عيدٍ يمكن أن نمرّ فيه هو «عيد الوجه التاني» الذي صاغه الرحابنة في مسرحيتهم «هالة والملك» لأننا في كل عيد عالمي صار كلُّ واحد منّا لديه الكثير من المشاعر البديلة التي يلبسها مثل أقنعة المسرحية حسب الطلب وحسب السوق وحسب الموضة.
والموضة الحالية «دارجة وكارجة» مع الأغنية التي ابتدأنا حفلتنا بها «أقصد زاويتنا… لكن كما العادة تأخذني حميّة الرقص والدبكة»: (بسبوس عاشق بسة وبيدلعها بسبوسة.. ويلحقها من بيت لبيت ويقلها انطيني بوسة)..
لا تنسوا تعلّوا صوت السبيكرات…!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار