تتعالى الأصوات الدولية، مطالبة بإصلاح مجلس الأمن الدولي، الذي لم تتغير تركيبته منذ الحرب العالمية الثانية، من دون توقع أي تقدم في هذا المجال.
السبب الرئيس وراء تعثر أي خطوة إصلاحية من شأنها أن تقود العالم إلى مجال أرحب، هو العلاقات بين القوى العظمى التي تعاني في العالم اليوم عدم انتظام، فضلاً عن محاولة القوى الغربية مصادرة القرار الدولي، وتالياً مجلس الأمن برمته خدمة لأجنداتها ومشاريعها الاستعمارية.
لقد رأينا النتائج في أكثر من قضية دولية، وخاصة ما يتعلق بمنطقتنا العربية وبالأخص القضية الفلسطينية والأزمات الحالية لجهة محاولات الغرب المحمومة تسييس القرارات ومحاولة تمرير أخرى خدمة لأهدافها.
وسط هذه الأجواء يبرز الموقف الروسي متوازناً ويحدد الهدف من الإصلاح المنشود.
فقد أعلنت موسكو على لسان العديد من مسؤوليها أنها تعارض فكرة زيادة عدد الأعضاء، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة تحقيق التوازن في تكوين المجلس.
الموقف الروسي يرتكز أيضاً على أن أي إصلاح لمجلس الأمن يجب أن يحظى بأوسع موافقة ممكنة وأن يؤدي إلى تكوين أكثر توازناً لهذا المجلس، لا أن تكون الزيادة لمصلحة الدول الغربية.
مجلس الأمن يجب أن يبقى هيئة قادرة على العمل ويمكن إدارتها، ونهج الإصلاح المبتغى لا يعني توسيعاً آلياً للمجلس بقدر ما يكون توسيعاً مع نهج مختلف في اتخاذ القرارات، بمعنى ليس زيادة في جبهة غربية داخل المجلس تزيد من انقسامه وتعرقل اتخاذ أي قرارات من شأنها صون الأمن والسلم الدوليين.
باختصار ومع غياب التوافق بين القوى العظمى، لا يمكن تصور أي تعاون فعال أو حل للنزاعات الدولية.
ويرى خبراء أن فرص نجاح الإصلاح شبه معدومة، لأنها تعني خسارة نفوذ للدول الدائمة العضوية وخاصة الغربية منها التي تريد أن تستأثر بالقرار الدولي، وتريد التوسيع لتكوين جبهة عريضة تحت جناحيها..
على أي حال القناعة تترسخ على الساحة الدولية أن مسألة إصلاح مجلس الأمن المدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ أكثر من عقد من الزمن باتت أكثر من ضرورية لهذا الكيان، لكن لسان حال المراقبون يتحدث بامتعاض لتأجيل الدول الكبرى وتسويفها ما يعني إبقاء النقاشات حول مشروع الإصلاح حبراً على ورق منذ أكثر من 12 عاماً، وهو ما ينعكس على تحقيق السلام والأمن في خضم ما يحدث من صراعات حول العالم.
بمطلق الأحوال وأمام تمسك القوى الغربية بوجهة نظرها يبدو أن العالم سينتظر سنوات أخرى حتى تصل وجهات نظر “الأعداء” إلى التوافق.