فنزويلا البوليفارية على طريق استحقاق رئاسي الشهر المقبل

تشرين – أمين الدريوسي:

شهر وبضعة أيام تفصل الشعب الفنزويلي عن انتخابات 2024 لاختيار رئيس لفترة ولاية مدتها ست سنوات تبدأ بالعاشر من كانون الأول عام 2025.
ومع اقتراب هذه الانتخابات المقررة في 28 تموز المقبل، سيتنافس 12 مرشحاً نالوا دعم أكثر من 30 حزباً سياسياً في البلاد.
والمرشحون للانتخابات الرئاسية هم: الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، وخافيير بيرتوتشي، وخوان كارلوس ألفارادو، ومانويل روزاليس، وأنطونيو إيكاري، وخوسيه بريتو، ودانييل سيبايوس، ولويس إدواردو مارتينيز، وكلاوديو فيرمين، وبنيامين راسيو، ولويس راتي، وإنريكي ماركيز.
ويبدو الرئيس مادورو، المرشح الرسمي لحزبه للانتخابات الرئاسية، هو الأوفر حظاً للفوز بهذه الانتخابات، التي من شأنها أن تسمح له بولاية ثالثة مدتها 6 سنوات.

مادورو حالة ثورية متقدمة بوجه الغطرسة الأميركية
وكان الحزب الحاكم في فنزويلا قد اختار الرئيس الحالي نيكولاس مادورو 61 عاماً في منتصف الشهر الجاري مرشحاً له لولاية ثالثة متتالية في الانتخابات المقبلة، وذلك خلال تصويت للحزب الاشتراكي الموحّد لفنزويلا، وفق ما أعلن ديوسدادو كابيلو، الذي يعدّ الرجل الثاني في الحزب الحاكم.
ويعد مادورو حالة ثورية متقدمة بوجه الغطرسة والهيمنة الأميركية والجشع الرأسمالي ومحاولات وضع اليد على ثروات الشعوب، حيث تدعم الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية العالمية انقلاباً على رئيس منتخب بأغلبية شعبية، وتدعيان بأنهما تبشران بالديمقراطية!
ورغم الانتخابات الديمقراطية التي جرت في الدورة الماضية غير أن بعض الدول بينها الولايات المتحدة رفضت الاعتراف بفوز مادورو بولايته الرئاسية الثانية الحالية في عام 2018.

دور الجالية العربية في الانتخابات
وبشكل عام يمكن القول إن مشاركة الجالية العربية في الحياة السياسية الفنزويلية تتحسن تدريجياً، وإن قوة الأصوات سواء العربية اللبنانية والسورية والتي تشكل نسبة كبيرة تتجاوز المليون و200 ألف تتفاوت بين الولايات الفنزويلية، كما أن المنظمات الإسلامية هناك يجب أن تكون أكثر تعاوناً وتنسيقاً من بعض المنظمات العربية التي تعاني من انقسامات وخلافات مستمرة تضعف الى حد كبير من تأثيرها، وربما على هذه المنظمات دعوة الجاليات العربية والإسلامية لتقدم استحقاقها الانتخابي لاختيار المرشح نيكولاس مادورو الأوفر حظاً للفوز، وتقدم كل الدعم له ليكون الرئيس القادم، ولكن تتباين الآراء حول سبل دعم وتعزيز النفوذ العربي والإسلامي على الساحة السياسية الفنزويلية، حيث يبدو من الواضح أن الطريق لايزال طويلاً لكي يكون للعرب وللمسلمين قوة ونفوذ مثلما ما تتمتع به مجموعات عربية في مجتمعات أخرى.
وكانت الجمهورية العربية السورية قد أعربت عن دعمها لحكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية الصديقة بإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل وفقاً للدستور الفنزويلي، وبما يعكس رغبة وإرادة الشعب الفنزويلي الصديق، وتعارض بشدة أي تدخل خارجي في هذه العملية وتعدّه تدخلاً في الشؤون الداخلية الفنزويلية.

الإرهاب الاقتصادي على فنزويلا ومحاولات إسقاط مادورو
تتعرض فنزويلا لمحاولات التدخل الأميركي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية التي تعد استمراراً للغطرسة الأميركية وللنهج الأميركي الساعي إلى تقويض الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة في العالم، ولدعم القوى اليمينية لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام كل الوسائل بما فيها العنف والفوضى، حيث ساهمت هذه العقوبات الدولية، الأميركية خصوصاً، في زيادة رصيد المعارضة، حتى إن الرئيس السابق دونالد ترامب بعد فشل سيناريو إسقاط الحكم في كاراكاس بالمؤامرة بحث مراراً إمكانية إسقاطه عن طريق التدخل العسكري.
واستكمالاً لسلسلة العقوبات هذه، التي طالت روسيا وكوريا الشمالية وإيران وسورية، فرضت الولايات المتحدة مع بداية عام 2015 سلسلة عقوبات على فنزويلا.
وبهدف إسقاط مادورو رئيس البلاد الذي ردّ على العقوبات بطرد السفراء الأوروبيين من بلاده، وإيصال زعيم المعارضين خوان غوايدو كرئيس المرحلة الانتقالية، عادت الولايات المتحدة لتمديد فرض العقوبات حتى أواخر عام 2022، حيث حظرت تنفيذ عمليات تجارية بالأسهم وسندات الديون، وتجميد كل الأصول التابعة للشركة الفنزويلية داخل الولايات المتحدة، النقدية منها والعقارات، كما منعت تحويل أي مبالغ للشركة مقابل عملياتها مع أي كيان داخل الولايات المتحدة، إضافة إلى حظر استخدام النظام المصرفي الأميركي والدولار.
وبعد ما يقارب 6 سنوات من ممارسة الإرهاب الاقتصادي والعقوبات اعترفت الولايات المتحدة على لسان مسؤول أميركي رفيع المستوى صرّح في مؤتمر صحفي إذ قال: «علينا الاعتراف بأن العقوبات الأحادية الجانب لم تنجح.. النظام تكيف مع العقوبات، كما تكيفت أسواق النفط منذ زمن طويل مع العقوبات النفطية».

المعارضة الفنزويلية وارتباطاتها
وتعدّ المعارضة الفنزويلية ذات أجندات خارجية مرتبطة بواشنطن أولاً، ودول أوروبية ومحافل صهيونية ثانياً، وغايتها زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، والتحريض على الحكومة الحالية في محاولة لإسقاطها بالتعاون والتشارك مع الولايات المتحدة التي تغدق على هذه المعارضة مئات ملايين الدولارات لتنفيذ أجندتها.
وفي حال نجاح واشنطن بإيصال المعارضة إلى سدة الحكم ستكون لها الحصة الأكبر من ثروات فنزويلا الهائلة، والتي كان الرئيس الراحل هوغو تشافيز قد أمّمها ومنع أميركا من نهبها، ومشى على خطاه الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار