«دلتا» الأشد عدوى والأكثر تحايلاً على اللقاحات

في الوقت الذي يكافح فيه العالم وباء كورونا عبر تسريع وتيرة توفير وتوزيع اللقاحات لايزال متحور “دلتا” الذي اكتشفت سلالته مؤخراً في الهند يكشر عن أنيابه ويظهر أشد ما لديه من عداوة وشراسة للتحايل على هذه اللقاحات والفتك بالمصابين به عبر خصائصه التي يتمتع بها من سرعة الانتشار ومقاومته اللقاح.

فأعراض المتحور الجديد “دلتا” تشمل في أغلب الأحيان الإسهال الشديد والغثيان والآم المعدة وفقدان الشهية والقيء وآلام المفاصل إضافة إلى أعراض الجهاز الهضمي وبالتالي فإن معظم المصابين به يحتاجون إلى الدخول للمستشفى وللعناية المشددة والأوكسجين أكثر من غيرهم.

وتلك الأعراض لا تختلف عن أعراض السلالات التي سبقت المتحور “دلتا” حيث غالباً ما يفقد المصابون بفيروس كورونا حاستي الشم والتذوق إلا أن المختلف بالمتحور الجديد هو أنه أضاف حاسة أخرى إلى قائمة المفقودات وهي حاسة السمع التي قد يتعرض لها المصاب خلال فترة مرضه.

وأهم ما يجعل المتحور “دلتا” أخطر من غيره هو قدرته على مقاومة اللقاحات الأمر الذي عبر عنه المتحدث باسم البيت الأبيض “كيفين مونوز” حين أعلن أن متحور دلتا هو بديل مثير للقلق وأن المخاطر كبيرة بالنسبة لمن لم يتم تلقيحهم.

بدورها هيئة الصحة العامة في بريطانيا أعلنت الأسبوع الماضي أن إجمالي عدد الإصابات بسلالة “دلتا” في البلاد ارتفع بواقع 29892 حالة وأصبح 42323 إصابة وأن أكثر من 90 بالمئة من الحالات الجديدة تعود إلى هذه الطفرة ما حدا برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تأجيل رفع القيود التي فرضت في البلاد في إطار إجراءات التصدي لفيروس كورونا حتى الـ 19 من الشهر القادم.

جونسون أكد وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس أن سرعة تفشي المتحور الجديد أكبر من تلك التي نصت عليها خارطة وقف الإجراءات الاحترازية في شباط الماضي مشدداً على أهمية الانتظار حتى التاسع عشر من تموز القادم لمنح الجهاز الصحي الوقت الإضافي اللازم.

وفي تحليل جديد لهيئة الصحة البريطانية كشف عن أن 29 بالمئة من حالات الوفاة بسلالة “دلتا” حصلوا على جرعتي اللقاح وأنه من بين الـ 42 بريطانيا الذين توفوا نتيجة الإصابة 12 منهم حصلوا على جرعتي اللقاح بينما لم يحصل الـ 23 الآخرون على اللقاح في حين حصل سبعة أشخاص على الجرعة الأولى من اللقاح قبل وفاتهم بأكثر من 21 يوماً.

وأظهرت بيانات الهيئة أيضا أن فاعلية اللقاح ضد الإصابة بسلالة “دلتا” تبلغ 33 بالمئة بعد تلقى جرعة واحدة لترتفع النسبة إلى 81 بالمئة بعد الحصول على الجرعة الثانية.

وبينما أشارت صحيفة ديلي ميل البريطانية في تقرير لها إلى أن سلالة “دلتا” تتمتع بقدرة أكبر على الانتشار داخل المنازل بنسبة 64 بالمئة مقارنة بسلالة “ألفا” التي ظهرت في مدينة كنت البريطانية أظهرت الأرقام التي أوردتها هيئة الصحة العامة البريطانية أن لدى سلالة “دلتا” قدرة أكبر على الانتشار بواقع 40 بالمئة في الأماكن المفتوحة.

صحيفة ذا غارديان البريطانية نقلت عن عالم الأمراض الوبائية وكاتب العلوم البريطاني تيم سبيكتور قوله إن الإصابة بعدوى الفيروس من سلالة “دلتا” يمكن أن يشعر بها المرء كما لو أنها نزلة برد حادة بالنسبة للشباب وأنهم قد لايشعرون بالمرض الشديد لكنهم يحملون العدوى ويعرضون الآخرين للخطر لذا يتعين على كل شخص لديه شك بأنه مصاب بكورونا إجراء فحوص طبية.

ومقارنة بسلالات كورونا الأخرى تعد السلالة “دلتا” أكثر قدرة على الانتشار لكن أعراضها تستثني في أغلبية الأحوال فقدان حاسة الشم مع العلم أن 70 إلى 80 بالمئة من المرضى المصابين بسلالات أخرى من فيروس كورونا يفقدون الشم وفق ما أعلنت عنه نائب مدير معهد الوبائيات في الهيئة الروسية للرقابة على حقوق المستهلكين ناتاليا بشينتيشنايا.

ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر الدول الأكثر تضرراً من فيروس كورونا في عدد الإصابات والوفيات تليها الهند ثم البرازيل.

«سانا»

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار