أكد مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” أن بريطانيا، في إطار ولائها لواشنطن، تحاول باستمرار إظهار العداء لروسيا من نواحٍ مختلفة شملت إرسال السفن الحربية إلى البحر الأسود في واقعة أثارت سخرية البريطانيين أنفسهم من قوات بلادهم البحرية.
وقال المقال: من أجل التغطية على نياته العدائية العلنية تجاه موسكو، قدم وزير خارجية المملكة المتحدة دومينيك راب ما سماه “قائمة انتهاكات” إلى حلفاء (ناتو) في 2 حزيران متعلقة بزيادة الوجود العسكري لموسكو في غرب روسيا، متجاهلاً حقيقة أن هذه الزيادة هي أولاً وقبل كل شيء تحدث على أراضي روسيا نفسها، حيث لها كل الحق في القيام بكل ما تحتاج إلى القيام به لحماية أمنها، وبالتأكيد من دون طلب الإذن من لندن للقيام بذلك، وثانياً، أن موسكو لم تكن هي من يقترب بشكل مباشر من حدود أوروبا الغربية على مدى ثلاثين عاماً الماضية بل (ناتو) هو من يُظهر باستمرار تهديداً عسكرياً خارجياً لروسيا فيما ينتهك الاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها بين (ناتو) وموسكو في تسعينيات القرن الماضي.
وأشار المقال إلى أن لندن لم تخف تهديداتها العسكرية لروسيا عن الجمهور، بل تم الإعلان عن ذلك بشكل مباشر في تقارير لمختلف الصحف البريطانية بما فيها “ديلي إكسبرس” و”التايمز”، رغماً من أنه كان من الأجدر أن تمتنع بريطانيا عن إرسال سفنها الحربية إلى البحر الأسود وتوفر المال وترفع أجور العاملين الصحيين عوضاً عن ذلك وتكبح تالياً انتشار حمى الاستقالات التي تجتاح القطاع الصحي هناك، هذا فضلاً عن معارضة البريطانيين لأنشطة بلادهم ضد روسيا وذلك وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته صحيفة “ديلي إكسبرس”.
وتابع المقال: إضافة إلى ذلك، فإنه ليس هناك ما يثير خوف موسكو من تواجد السفن البريطانية في المياه المتاخمة لها، فقد سبق وطردت القوات البحرية والجوية الروسية مدمرة بريطانية من طراز “دي 35 دراغون” من المياه الإقليمية الروسية بالقرب من شبه جزيرة القرم في تشرين الأول 2020، وهو ما كشف عنه مسؤول في أمن الحدود الروسية مؤخراً، هذا فضلاً عن الحوادث الأخرى التي تثير سخرية البريطانيين بما فيها تسرب المياه إلى أحدث حاملة طائرات مسماة باسم الملكة إليزابيث من طراز “إتش إم إس برينس أوف ويلز” مرتين في عام 2020 بعد عامين فقط من بدء التشغيل.
وتابع المقال: لكن “الروح القتالية” للجنود البريطانيين على الجبهة النسائية لا يمكن التشكيك بها، مشيراً على سبيل التهكم إلى القتال الذي وقع في 18 أيار الماضي خلال التدريبات الأخيرة لـ”ناتو” في بلدة تابا الأستونية بين عسكريين بريطانيين والسكان المحليين حول إحدى النساء وهو ما انعكس بشكل ساخر في وسائل الإعلام الأستونية.
ومن جملة ما استنكره البريطانيون ووجدوه مثيراً للسخرية هو مزاعم وزير الدفاع البريطاني بن والاس المتعلقة بإمكانية تفوق ما يقرب من مئة وخمسين دبابة من طراز “تشالنجر 3” المطورة على الدبابات الروسية، حيث شكك العديد من البريطانيين علانية في نجاح هذا النوع من الدبابات وبأن جيش بلادهم المسلح بمثل هذه الدبابات سيهزم روسيا.