مسرح الكتّاب
لعلَّ من نافلة القول، إنّ كلَّ محاولةٍ لتوليد أفكارٍ جديدة لابدّ أن تحمل في طيّاتها مجموعة من الاحتمالات المتباينة، قد تكون في الحسبان أو لا تكون، ومن الطبيعي أن تكون مهمة التعامل مع تحديات كهذه تكتسب أهميةً أكثر، وصعوبةً تحتاج إلى دقة حين يكون ذلك في المجال الثقافي العام، أو في أحد أهم مجالات الثقافة الذي يعنى بفن الكتابة بأنواعها، القصة والرواية والشعر والبحوث.. وغير ذلك، ولعلَّ وجود وجوه جديدة في المشهد الإداري فرضته الانتخابات الدورية لأعضاء ورؤساء اتحاد الكتّاب وفروعه، يفرض بشكلٍ تلقائي طرقاً وأساليب وأحياناً مشاريع جديدة، تحمل من الأهمية بمقدار ما تحمل من الجديّة، وهذا بدوره يضاعف أو يقلل درجة المسؤولية وجديتها.
ففي الاتجاه الجديد يرى المكتب التنفيذي الجديد، كما أعلن مراراً د. محمد حوراني، ضرورة الانطلاق من قوقعة النشاطات الروتينية في مقر مكاتب الفروع شكلاً ومضموناً، وذلك بالذهاب إلى مراكز المناطق والنواحي والقرى واستقطاب الكفاءات الإبداعية والمساعدة البنّاءة على اكتشافها التلقائي وتثمير مواهبها، ولعلَّ الأسلوب المتّبع في بطاقات الدعوى يحتاج هو الآخر إلى تغيير واعتماد أساليب جديدة أكثر تطوراً وشمولاً وربما أكثر دقةً في اختيار الجهات المستهدفة، بمساعدة أجهزة التواصل الحديثة واختيار الفئات العمرية الملائمة، وخاصةً جيل المعاهد والجامعات، والواقع أنَّ تدني مستوى الحضور للفعاليات التي درَجَ على إقامتها اتحاد الكتّاب كان يشي بمؤشرات غير إيجابية وهذا ما يجب العمل على تلافيه شكلاً ومضموناً.
وعَودٌ على بدء ولكي نؤكّد على أهمية ما جاء في عنوان هذه الزاوية نقول: لعلَّ للمسرح دوراً مهمّاً من المفيد العمل على تفعيله كفكرة يتبنّاها حديثاً فرع كتّاب اللاذقية في أوّل جلسة له لمناقشة خطة العمل لنشاطاته الثقافية لهذا العام، والفكرة يبدو أنها وليدة اختصاص، ولعلها جادة إلى درجة أن اسم الفرقة قد أُعلن ) مسرح اتحاد الكتّاب)، وربما يكون لها فعلها المؤثر إذا عُمل عليها بشكلٍ متقن ودقيق (ممثلين وكتّاباً ومخرجين ومكاناً وزماناً ونصوصاً) ربما تخدم وتتكامل مع النشاطات الثقافية الأخرى، إذا أُحسِن العمل على التنسيق الصحيح فيما بينها، وهو ما نتوخى.